تتسرَّبُ منّي أشرعتي
وخطايَ محشوَّةٌ بالظّلام
أقفُ عندَ مشارف ضياعي
يلتهمُ السّرابُ أنظاري
ويتمسَّكُ بعريّ البردُ
ليشربَ المطرُ دفءَ دموعي
أينَ تركتني دروبي ؟!
تضحكُ الرِّيحُ بهزءٍ
من صراخي
ويعتمرُ الضّبابُ سقوطي
أينَ من كانوا رفقةَ هنائي ؟!
من أكلوا من صحنِ حبّي
وناموا على سواعدِ ابتسامتي ؟!
هل خطفتهم زوابعُ الشّتات ؟!
ياويلَ قلبي من هذا العراء الضّاري
.
يرتديني صمتُ الحجر
ويقعدُ في حضني النّزيف
وينهمرُ فوقي ترابُ الأسئلة
ياليتَ للضوءِ رائحةً
.
كانَ نبضي يهتدي إليهِ
ويأخذني لأعتابِ بلادي
وهناكَ ..
سأمشّطُ للقلعةِ شَعرها
وأمسحُ عن تاجها
غبارَ الحروب
وأطوفُ على أحياءِ حلب الشّهباء
أكسو جدرانها بقبلاتي .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول