ورأيْتُ وَجْهَ الليلِ مُنْكَسفاً
والرٌُوحُ في الأضْواءِ تأْتَلِقُ
لمّا أتانِي مِنْكُمُ قَبَسٌ
ياصفْوةً بالنورِ تَنْدَلِقُ
فهُنا لَمَحْتُ الشَّمْسَ عارِيَةً
وهُناك شعْبٌ مَسَّهُ الغَسَقُ
كضرِيْرِ طَرْفٍ باتَ معْتكِفاً
في قُبَّةِ الأحْلاكِ ينْزَلِقُ
مِنْ ألْفِ عامٍ مارأى ألَقاً
أو حفْلةً للفجرِ تمْتَشِقُ
قدْ مَسَّني مِنْ ضَرِّهِ قلَقٌ
وكأنَّهُ مِنْ قُبْحِهِمْ قلِقُ
عجَبَاً! أيخْشى الموجُ مِنْ زبَدٍ
والسَّيْلُ أعْتى حِيْنَ يَنْدَفِقُ
لكِنَّ شعْبِي باتَ مُغْتَبِناً
لمْ يفْقهوا التثويْرَ، لمْ يَفِقُوا
أو أنَّ شِعْرِي قدْ غدا مِزَقاً
وكأنَّهُمْ في تيْهِهِ مِزَقُ
كَفٌّ تَلَوِّحُ في المدى، وإذا
أُخْرى ببابِ القصْرِ تسْتَبِقُ
حتى بنى الطغيانُ ممْلَكَةً
مِنْ تيْهِنا، والشعب ينْخَنِقُ
فالشعْر برْكانٌ، وعاصِفةٌ
وثورةٌ مِنْ نورِ تنْبَثِقُ
ماضَرَّنا! نبْنِي بهِ وطناً
كالصبحِ في الأرجاء ينْفلِقُ