طفولتك الزائدة
وقلبي المُهشمُ لا يعرفان الضفافَ البعيدة
وأن السفينةَ لا بدَّ يومًا لها من رسوٍّ
فإمَّا اصطفافٌ وإما غرق
وأن القصيدةَ مثلُ البحارِ لها ضفتان
وأن الكلام كمثل السيوفِ له نصلُهُ
له غمده
ودومًا وبعدَ احتدام النقاشِ
هناك الدماء
ولازلتِ رغم الفراقِ الغريبِ
الذي لم يكن ذاتَ يومٍ أمامي … أمامي
أمامي بسمرتكِ ال ترفضينَ لوصفي لها
أمامي بنبرتكِ ال تعرفين انتقادي لها
ولا زلتِ _من بين كلِّ اللواتي التصقنَ بقلبي
لأجلي
لأجل القصيدةِ والمفرداتِ
وما قد يسيلُ من الحبرِ عشقًا
ووجدًا_
بأرضٍ تنادي بوجهكِ أنتِ
بروحكِ أنت
بقلبكِ أنت
بحبكِ أنت
ولا من سواكِ هنا إن رحلتِ
طويلٌ كصبركِ _حين انتظرت غرامي_ مسائي
وليل طويل
وأقصرُ منا الحديثُ ووقتُ الحديثِ
إذا ما التقينا
ورحنا نعاتب ما كانَ منَّا
وأقصرُ منَّا الحياةُ ال تفرُّ سريعًا
فكيف تركتِ المسافةَ تجري؟
وكيف تركت الدقائق تجري؟
وكيف تركتِ القصيدةَ تأكلُ مني انتظاري ووقتي؟
وأنت كمثلي تخافينَ بردَ الفراقِ
وصوتَ الرحيل؟!!
:حبيبي
فهل تذكرين متى سرت نحوي
ورحتِ تعيدينَ ذاك الكلامَ : أنا عاشقة؟
أنا أذكرُ اللحظتين اللتين التقينا خيالًا
وحقًا بها
ولا زلتُ أذكر شكلَ الحديثِ
ونوعَ الحديثِ
ولا زلتُ أذكرُ لونَ الزهورِ ال بعثتُ إليك بها
وأبياتَ شعري
قصاصاتِ فكري
وأذكرُ أيضًا
وكيف سأنسى
بأني هربتُ وعدتُ إليكِ
وأني ركضتُ بعيدًا إليكِ
وأذكرُ أني شرحتُ عذابي
وخوفي
وماذا طلبتُ
وماذا فعلتُ
وماذا خذتُ
وماذا تركتُ
وأنت كمثلي
تخافين مثلي جنانَ الفراقِ
ونار الرحيل
فكيف ابتعدتِ طوالَ النهارِ؟
وكيف تركتِ المسافةَ تجري ولم توقفيها؟؟