قم واغتسل
من عتمِ فوضاكَ التي
تقتاتُ من ملحِ الضجيجِ لتقرأ الروح السلام .
النورُ يهطلُ في تعاريجِ
الكلام..
ينسابُ فيكَ الصمتُ
نهراً من تعب..
والصوتُ يذبلُ في قناديلِ الأنام..
فوق الوسائد
ما يزال الليل يغفو..
مسدلاً ستر الجفونِ
وممسكاً فجري الذي قد غابَ في حدقاتِ عيني
في عيونٍ لا تنام..
لا تنطفئ
واشعل سراجك
لم يعد يجدي المكوثُ
فها هنا ..
نَبـَت الضياعُ على الهدى
وبغير ماءٍ قد جرى بدمائهِ
زرعٌ لشيطانٍ تلبس في السنابلِ
في ارتعاشِ المرجِ من بعد اليباسِ
وفي الجدائل ..
في صورة امرأةٍ
تحاكي الماء
حيث الماء
في أسر الجداول ..
قم واغتسل
من عتم ليلتك الولود..
خطواتك الحيرى يكبلها الشرود..
خصبٌ تنامى
لم يعد يجدي المكوثُ
فها هنا
نبتَ الضياعُ بكل دربٍ ممكنٍ
يستيقظ
الماضي
ويصفعك البرود
ولن تعود ..