لاقيت من صلف الزمان صنوفا
وقضيت عمري في الطلول وقوفا
أبكي على صرح الشأآم ومجده
إذ كان قبل الحادثات منيفا
تأوي له الأطيار في غدواتها
تسبي النهى شدوا به ورفيفا
وتميس أشجار على أنغامها
طربا تحاكيها الغصون حفيفا
كان الربيع يقيم في أرجائه
أبدا …فأبدله الزمان خريفا
هجرته أسراب الطيور حزينة
والبوم أضحى للخراب أليفا
ياويح شعري ليس يسعف أحرفي
ويصد عني معرضا وعزوفا
كم كان طوعا لي إذا ناديته
لبى النداء مشوقا وشغوفا
واليوم أدعو أبحر الشعر التي
ألبستها بعد العراء شفوفا
فتمنعت عني وصار طويلها
قزما وصار المد فيه ضعيفا
ورأيت كاملها وكنت إخاله
متفاعلا…أقعى وصار خفيفا
ومديدها قصرت يداه ويشتكي
رمل البحور إلى البسيط نزيفا
ويجف وافرها ولا متدارك
أمسى لحال سريعها ملهوفا
متقارب يشكو البعادومثله
المجتث والمجزوء صار طفيفا
لوأنني ناديتها متغزلا
أو واصفا كشح المهاةنحيفا
لأتت إلي تدافعت أمواجها
تلقي القصيد منمقا مصروفا
لكنها لما شكوت مواجعي
في غربتي زادت نأى وصدوفا
حتى بحور الشعر عني أعرضت
يارب كن لي ناصرا وحليفا