مقبرة جبلية
ج3
“عاصفة”
حفيف دمعٍ.. على نافذتي
تقوده الريح..
الريح عويل…
شجري نام.. يعض الأديم..
يستجدي.. دم التراب.
كلبي.. رقص ببرميلٍ،
وأنا أرصد الفجر..ب”ممحاة”…
تسربل الليل بخيط عواء..
وصبحي.. أيقظه “غثيان”..
عشقت تجاعيد “دوراس”
وحزت كنز “فيليب”..
ليفرّ من جيبي دروب…
“آلان بو”.. عضّ الرصيف..
جرّ أربعين جمرةً..
فيها “ابن المقفع” التهم أصابعه.
أبيض أم أسود..
فوق بالاس أو سفينة نوح
“جريسو” وحفنة “الإفتاء”
فالغراب.. غراب
لا ثانٍ(Never more) سوى الريح
الريح تقرع.. نافذتي
ويفرّ من جيبي.. دروب…
***********
القراءة:
=====
عاصفة : ريح شديدة يصحبها عادة مطرٌ غزيرٌ أو ثلج أو بَرَد ، وقد ألهمت كاتبنا هنا القصيدة
وقد لاحظت أن الشاعر انتابه عصف ذهني:
ـ تطوير وتوليد أفكاره اللاإعتيادية.
ـ النظر للأمر والمشكلة من منظورات جديدة
ـ يمكن خلط الأفكار الجيدة لتكوين فكرة واحدة أفضل
وبذلك تولدت القصيدة في مخيلة إبداعه
حفيف دمع.. على نافذتي..
حفيف دمع كصوت حفيف الريح عندما يلامس الشجر، هنا نلاحظ أن احتكاك الريح بالشجر خلف ألما، خلفت وجعا في النفس ظهر في استخدام الكاتب للدمع كناية عن المطر عند تساقطه على نافذته.. لما هذا الكم من الحزن الذي حركته الريح!!!.
الريح تشتد، تصرخ بقوة وتصدر عويلا وأنينا، لماذا كل هذا الغضب؟!.
شجره المحيط بالبيت مال ملاصقا الأرض. كأنه نام يعض الأديم، كأنه يعضها يستجدي دم التراب ككائن متعطش للدماء، لماذا صور لنا كاتبنا هذه الصورة الدموية؟ وهل الشجر يشرب الدماء؟!
ربما قصد بالشجر معنًا آخر، ربما زروعات أخرى ( أفكار، نظريات، كتب، بشر ) تضررت وتحاول أن تستعيد الحياة من دم أديم الأرض!!!.
لم يرَ كلبه مكانا آمنا يختبئ به إلا برميلا ملقى جانب البيت، فالكلب هو الصديق ويرقص موحياً ببرد العاصفة والنشوة من حيازته المعرفة بحقيقة الحياة، وهنا ذكرني الكاتب بكلب أهل الكهف الذين هربوا من الواقع الذي طاردهم للنوم وعدم الاكتراث، كقصة الكلبي الذي كان أول العابثين وفيلسوفا وحكيما فاضلا متنحيا بنفسه عن الحياة غير عابئ بها، مسكنه برميل، وهو من قال: ’’أن الكلاب تعض أعداءها، أما أنا فأعض أصدقائي’’.. وقد كان يرفض كل ماهو سائد من أعراف ونظرة مجتمع.
فقد ملكوا إيماناً بفكرهم.. ورفضوا واقعهم المكبل .. فاختاروا رفض المألوف.
ربما يشر الكاتب هنا لرفضه لكل ماحدث والتمرد على الواقع باللامبالاة!.
بقي يرصد الفجر بممحاة!..
فأمام هذه العاصفة، والريح العابثة التي أعملت الضرر بممتلكاته، وفتحت جروح نفسه غير الملتئمة ، لقد استقبل فجره بممحاة.. محى الماضي وغير عابئ بما هو آت.. لقد محاه سلفا.. لأن النظرة السوداوية وعدم المبالاة التي وصل إليها، شديد اليأس ف حكم على يومه القادم سلفا ومحاه بممحاة، لنتصوره شخصا عبثيا لامباليا وغير مكترث لأي شيء!!!.
وهنا نرى تناصا بقصة الممحاة لآلانروب.. فهو يدعي النسيان مع قمة التذكر، أما كاتبنا هنا فكم الألم الشديد الذي يعيش معه، حاول نسيانه ومحوه بممحاة.
اختلطت مشاعره بذكريات حبيبة عشق تجاعيدها ومازال يعيش ذكراها كحبيب #دوراس، ويحمل في نفسه كل الصور الرومانسية كأنه حاز كنز #فيليب… لكن ما اختزن في عقله وكتبه فرقته الدروب.
فهو صريع ميت يتصارع مع ماض جعله جسدا بلا حياة ذكرى جعلته يعض الأرض كما عض الأرض آلان بو بمصرعه المأساوي على أحجار الرصيف بعمر مبكر.
وجمرات الحياة الممتدة لأربعين عاما كأنها جمرات التنور التي أحرقت أصابع ابن المقفع، لكن هنا الحرق أصاب الشاعر في النفس والأعضاء.. والآن بالأملاك.
والغراب نذير أكان أبيضا أو أسودا، إن كانت سخطت عليه بوراس أو نوح، فهو يحدث صديقه عن امرأته التي أحب والتي لاثان لها.
وليس الغراب الذي هو نذير شؤم هو المسؤول عن هذا الخراب النفسي والمادي الذي ولدته العاصفة، فالريح فعلت مافعلت مازالت تقرع نافذته وذاكرته، ومازالت تفر منه الدروب ويعيش على كفة قدر.
قصيدة وجدانية تمازجت فيها النفس الداخلية بغموضها مع قسوة الطبيعة، واستطاع الشاعرالتأثير بشكلٍ فعال ومهم في التحكم في غرض الشعر وموضوعه، وووظف المشاعر فيه، ونلاﺣــﻆﺷــﺪّةاﳌﻌﺎﻧــﺎة،وﺻــﺪقاﻟﺘﺠﺮﺑــﺔ.
وهي من مدرسة الشعر الحديث، وقد تمرد هنا الشاعر على الشكل المألوف من القصيدة إن كان شكلانياأوبالمعنى العميق.
لقد وظف هنا معاناته الحقيقية التي أحدثتها العاصفة لينزاح بشكل رائع ومحترف لأعمال كبار كتاب الغرب في المدرسة الروائية الجديدة ، بطريقة خدمت القصيدة وكان هناك تناصا بين الشاعر وأحداث الروايات
المذكورة، حيث اختزل تجاربه ومعاناته بالتناص مع هذه الأعمال.
وهذا يتطلب منا إعادة قراءة النص من جديد واكتشاف الرموز والإشارات ..
#فالريح: تذكرني بقصة الريح لكلود #سيمون: كاتب فرنسي وهو واحد من أبرز كتاب الرواية الجديدة الفرنسية
ويمكن تلخيص نظرية كلوةد سيمون التي بنى عليها رواياته فيما يقوله ببساطة من أن كل ما يمكن للإنسان أن يبتكره ليس في الواقع إلا إعادة تشكيل للرؤيا والأحداث.. لذلك يهتم بالتعبير عن كل ما يمثل حالة معينة محددة المعالم. ومن المعروف أن أسلوبه من أصعب الأساليب التي نجمت عن تجربة الراوية الجديدة.
عن رواية “الريح”:
“إنه كتاب فذ قوي وعميق، ينتمي إلى سياسة النفس الطويل، وذلك من خلال تلك الجمل الطويلة التي تقوم بصياغتها..
#والبرميل الذي اختبأ به الكلب هو تناص لبيت #ديوجينالكلبي..ديوجانس الكلبي (نحو 421 – 323 ق م) هو فيلسوف يوناني. يُعتبر أبرز ممثلي المدرسة الكلبيّة الاوائل. إنما كان طريقة حياة أكثر من كونه نظام فلسفي.. كانوا يرفضون كل ما هو سائد من أعراف وقوانين وعادات وتقاليد ولم تكن نظرة الناس إليهم تهمهم في شيء.. وكان ديوجين أشهر رواد هذا المذهب..وأكثرهمطرافة..الرجل اتخذ برميلا خشبيا مسكنا له، له أثر في فلسفة العبث، كان مجنون الفلاسفة وعاشق الحكمة، وهو من قال للاسكندر المقدوني: ابتعد إنك تحجب الشمس عني..وقال أيضا: ستغزو العالم ثم تعود لتدفن في حفرة.
وفكرة عودة أهل الكهف، فما هي إلا إشارة فقد يكون مقصداً أن هذا الأدب العبثي الأدب الجديد سيحقق الغلبة يوماً.
#الممحاة رواية #آلان #روب #غرييه وهوكاتب وناقد أدبي فرنسي ويعتبر من مؤسسي الرواية الفرنسية الجديدة، وتقوم روايته الممحاة بفعلين متضادين هما التذكر الشديد في معرض ادعاء النسيان. لن يخدعنا بحث التحري فالاس عن ممحاة لا يعرف ماركتها، ولا يقول لنا لمَ يبحث عنها في معركة بحثه عن ماضيه، يفضي البحث إلى ارتكاب الجريمة التي يقوم بتقصيها. يترك التحري وراءه أثاراً قوية تقول انه وريث تراجيديا اوديب، الروائي مقتبس، لكن اقتباسه يجري بعدسة مكسرة. الرواية تذكر أسلوبياً برواية القصر لكافكاالمتاهية أيضاً. المكان الروائي مدينة بشارع عريض دائري مغلق ومحجوز وتنطلق فيه سلسلة من جرائم القتل الغامضة، الجريمة التي نحن بصددها اختفت فيها جثة الضحية!
فالغثيان قصة #جان #بول #سارتر:
رواية #الغثيان للمفكر والروائي الفرنسي جان بول سارتر، قد تكون أحد أشهر أعماله الروائية، والتي تتمحور حول فكرة الوجودية والكينونة، والتي كتبت في أوائل القرن الماضي، وقد يجدها القارىء العربي نوعاً ما ذات طابع مختلف عن الرواية العربية، بحيث أنها تغوص في أعماق النفس البشرية والمعاناة الفردية، وهنا نستطيع القول أنها رواية نفسية بالدرجة الأولى.
تعيش رواية الغثيان في نفس بطلها “أنطوان روكنتان”، وتدور أحداث الرواية حول الهم النفسي والضجر المستمر لفكرة الوجودية، وكذلك الرهبة من العدم المنتظر، ليأتي الغثيان مفاجئاً صاحبة بهذا الكم الهائل من الهم والتفكير المستمر، لتروي يوميات بطلها بطابع نفسي عميق.
وهنا معاناة الكاتب والهم النفسي والضجر ذكره بمعاناة بطل الغثيان.
وسرح بمخيلته لحلم جميل لامرأة يمكن أن تكون حبيبة وهو في ظل هذه المعمعة عشقت تجاعيد دوراس:
أصدرت مارغريت #دوراس( شاعرة وكاتبة وكاتبة مسرحية ومخرجة فرنسية. أشتهرت في فرنسا والعالم الفرنكفوني بالتنوع الأدبي والمعاصرة ) رواية #العاشق” تحكي فيها تجربتها الشخصية لقد تعرفت في السادسة والستين من عمرها بكاتب مغمور يُدعى يان أندريا، كان مُتعلقًا بكتاباتها ومن ثمّ تعلَّق بها، عاشا الاثنان قصة حب كسرت مفهوم الحب، وماهيته.تبدأ الرواية بمقطع أخاذ يعكس دلالة قوية علاقتها بأندريا فتستهل الرواية هكذا “ذات يوم في بهو مكان عام، وكنت قد تقدمت في السن أقبل نحوي رجل عرَّفني بنفسه وقال لي: أعرفك منذ زمن بعيد، يقول الجميع إنك كنت جميلة وأنت شابة، وقد أتيت لأقول لك إنني أجدك الآن أجمل مما كنت في شبابك، وليس وجهك وأنت امرأة شابة بأحبّ إليّ من وجهك الآن، هذا المكتسح”.
ويخبرنا كاتبنا أنه حاز كنز فيليب، وماهو؟ !.
هو #كنز الحب قصة فيليب #سولير.. فيليب سولير.. كتب ألوان الرومانسية الجديدة في روايته “كنز الحبّ” يبحث مجدّد الرواية الفرنسية، فيليب سولير، عن لغة خطاب جديدة، ويحاول الخروج من قوالب السرد الكلاسيكية أين تتعرج منحنيات السرد وفق مستويات مختلفة وتحكي قصة حب عادية استطاع المؤلف أن يجعل منها تجربة إنسانية استثنائية.
يعني كاتبنا قد امتلك القدرة على أن يمتلك منحنيات السرد ويعيد كتابة الأدب الجديد بقالب آخر.
فر من جيبي دروب: جيبي مكتبتي وعقلي
دروب هي الطرق الجديدة في الكتابة، وهي ترمز للرواية الجديدة وكتابها وهي التي فتح لنا الكاتب مفاتيح البحث عنها.
فأصابني التدفق واستجلاء مصادر المخبوء شيء.
آلان بو .. عض الرصيف.
#إدغار #آلان #بو ناقد أدبي أمريكي مؤلف، وشاعر، ومحرر، ويعتبر جزءاً من الحركة الرومانسية الأمريكية. اشتهرت حكاياته بالأسرار وأنها مروعة، كان بو واحداً من أقدم الممارسين الأمريكيين لفن القصة القصيرة، ويعتبر عموما مخترع نوع خيال التحرى. وله الفضل في المساهمة في هذا النوع من الخيال العلمي الناشئ..آلانبو.. مبتكر اللغة الجديدة للقص والشعر والفانتازيا، مات فقيراً محروماً وهو بالأربعين من عمره، وجدوه ميتاً على الرصيف، شهره بعد موته زعماء الرمزية بودليرومالارميه وفاليري.
وجمرات الأربعين هي الجمرات التي أوقدوها في التنور لتحرق أعضاء #ابن #المقفع ( أصابعه ) تشوى، وعذب حتى مات.. وقد تسبب هوذلك لذا الكاتب أشار على أنه التهم أصابعه إما ندما لما فعله، أو إشارة لتفحمها، وهو من ترجم كتاب #كليلة ودمنة، عُرِف عبد الله بن المقفع بذكائه وكرمه وأخلاقه الحميدة، وكان له سعة وعمق في العلم والمعرفة ماجعله من أحد كبار مثقفي عصره، حيث تتكون ثقافته من مزيج من ثلاثة جوانب : العربية، الفارسية واليونانية.
أبيض أم أسود..
فوق بالاس أو سفينة نوح
فالغراب.. غراب
لا ثانٍ(Never more) سوى الريح
الريح تقرع.. نافذتي
ويفرّ من جيبي.. دروب…
الغراب هي قصيدة #لآلان #بو
#بالاس آلهة الحكمة اليونانية، أرسلت غرابا وغضبت عليه فجعلته أسودا بدل البياض
ورواية أخرى:
أرسل نوح من سفينته الغراب الأبيض لإبلاغه إذا جفَّ الطوفان فتأخر فجعله أسودا
وآلان بو يحادث الغراب عن حبيبته فلا يرد الغراب إلا نيفر مور، يعني لا ثانٍ .. أي لا ثانٍ لمحبتها.
والكاتب هنا يرد على آلان بو فيقول:
لا إن كان الغراب أبيضا جميلا ولا أسودا بشعا
إن كان من آلهة الحكمة أو سفينة نوح
فهو غراب والريح هي ما يفعل كل هذه المآسي
ولن ننسى بأن كارهي النمط الجديد وحساده يعيبون الأدب الجديد، فزعماء الإفتاء برروا قتل المبدعين العرب وتشويه سيرهم.
وهذا ما فعله أيضاً #جريسو ب #بو بعد موت الأخير حين أصدر مقالاً صحفياً لتشويه سمعة #بو واتهامه بالموت من أثر الإدمان. هذا ماشأر إليه الكاتب بعبارة ,, “جريسو” وحفنة “الإفتاء” ,,
( لا ثانٍ(Never more) سوى الريح
الريح تقرع..نافذتي )
ينهي قصيدته كاتبنا بذكر الريح يكررها للتأكيد على فكرة ما!.
لاثان.. فقط هي الريح هي المسؤولة عن كل شيء سيء، فماهو مقصده، ماذا يقصد بالريح هنا؟!.
إذا كان الغراب بريء من كل ماجرى!.
فالريح ربما تكون كحدأة كافكا التي كانت تنقر أخمص قدميه!.
أو ’’ حذاء صغير للبيع لم يلبس قط ’’ همنغواي !.
أو ربما؟! .. ربما؟!.
إذا قصيدة العاصفة هي تتسم برمزية عالية بانزياحات لكتاب ورواد مدرسة #الرواية #الجديدة ..تربطها فكرة عشق الكاتب د. زهير للكتابة والنقد الأدبي وامتلاكه ذخيرة كبيرة من المعرفة والإلمام بهذه المدرسة النقدية، وماهي إلا مدخل إلى قسم في كتابه. استوحى فكرتها من أحداث الطبيعة الغاضبة التي ألهمته القصيدة ووظفها بغرض تسليط الأنظار على الأدب الجديد.
نبذة عن الرواية الجديدة
===============
لم تكن “الرواية الجديدة” التي شغلت الأوساط الأدبية كافة في فرنسا والعالم زهاء ثلاثة عقود من الخمسينات حتى السبعينات تياراً أو مدرسة أو حركة بالمعنى التقليدي للكلمة. إذ لم تُخضع نفسها، على غرار ما درجت عليه المدارس الأدبية في السابق، لمبادئ أدبية أو فلسفية أو أخلاقية أو إيديولوجية معلنة سلفاً. لم يكن يجمع الكتّاب المنضوين تحت هذا العنوان، وكانوا يتردّدون على دار “مينيوي” للنشر ثم دار “سوي” كمن يتردد على محفل، قاسمٌ مشترك سوى شاغل رفضهم الجذري لأعراف الرواية التقليدية البالزاكية منها على وجه الخصوص. فكانت الأهداف بالتالي تختلف من روائي الى آخر بحيث صار كلّ واحد يشكل بذاته نموذجاً من الكتابة تُميز وتُبلور رفضه هذا وتعبّر عنه.
ما فعلته “الرواية الجديدة” هو في نهاية المطاف تحرير الكتابة من قيود المنطق الذي ساد في السابق وضبط الحبكة والشخصيات في سياق عمارة درامية متصاعدة تمسك بأطراف الرواية، زماناً ومكاناً، جاعلة منها عالماً موازياً لعالم الواقع ومعبّراً عنه. وأدّى هذا التحرر من القيود الى خلخلة العمارة برمتها: تفككت الحبكة وانحلت الشخصيات وانهار الزمن الروائي وتلاشت حدود المكان. ولكن في موازاة هذا التدمير المنهجي للبنى التقليدية كانت “الرواية الجديدة” ترسي أسس بناء مختلف للغاية، بناءٌ قوامه تحوّل الأدب الى غرض الاختبار البحثي وتناوله موضوعاً يصعب نقضه ألا وهو الكتابة نفسها. ما يعني أن الرواية – كشكل أدبي للكتابة – انتقلت من كونها أداة تعبير عن موضوع خارجي لتصبح الأداة والموضوع في الوقت نفسه، وذلك عبر عملية استبطان للمرجع الخارجي يفتح أمام الكتابة آفاقاً جمالية جديدة.
ولقد حذى الدكتور زهير حذو غيره من الأدباء السابقين في تأليف هذه القصيدة التي تتشابه بنيتها بكتابات الأدب الجديد.
#نهاية: قصيدة رائعة، ثمينة المعاني، رفيعة الادب، ترفع لك القبعة لذخيرتك المعرفية الكبيرة، ولامتلاكك ناصية الحرف تطوعه بإبداع.