فرّق كلوردج بين النقاد المتفقين وجمعهم بين الخيال والوهم , ورغم أني أفصّل حروف الكلمات فإنّي لا أملك الفصل في المنازعات التي ستدور بين قرّاء كتابي , فاليوم بعد تزاوج عقلي وقلبي اندفعت جرعات الشعور من بؤرة الإحساس دفعتني لأدير قرص الهاتف وقبّلت بسبّابتي اليمنى ستة أرقام وتبادلت التحية مع المجيب من الطرف البعيد وقبل أن ألفظ بأسباب اتصالي سألني بأدب جم وصوت رقيق وحنون وكأنه يعرف الطالب : (مرني سيادتك يا باشا رئيسنا الباشا أوصاني …… ) . وكلما حاولت تصحيح فهمه ظل مسترسلا في ثرثرته …أنا النائب … متى وصلت من أمستردام ..حللت أهلا ونزلت سهلا … وبعد إلحاح مني أجبرته على سماعي وسألته عن وجود المسئول من عدمه .. أجاب بالنفي وعرفته بنفسي وسبب اتّصالي أن ولدي مهدد وتتعرض حياته للخطر .. . وهنا وقع الزلزال واهتزت السماعة في يدي وتحولت اللطائف الغزلية إلى قوالب حجرية تخترق أذني وتقطع شرايين جمجمتي ولم أفق إلا إلى لغة تنم على الغيظ غطّته رائحة الغاز التي تسربت إلى أنفي كالسيل فألقيت السماعة وجريت أفتح النوافذ وأغلقت مفاتيح البوتاجاز