آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
الشوق يا عمان حين تضمه
في لهفة الغاويين عشت تشمه
عانقتها حين المنازل أقفرت
ولثمتها لما كواني لثمه
نأت المآذن والصلاة أقامها
فوق التراب إذا تعالى كرمه
كل الجهات علامة في عشقه
لما تباهى والخضائب وشمه
يا من فرشت الأرض آوي كلما
نزح الحبيب وغاب عني رسمه
هل كنت يا عمان غير حبيبة
أخفيتها بدمي فقاوم حلمه
قلبي رسولك فإتني برسالة
يا من تركت وبالحروف تلمه
خاطبتها بالهمس فانتفضت فمي
تحسوك يا من أنت دوما همه
همي بعينيك الجميلة فاسرقي
مني النجوم إذا تمادى نجمه
شمألت يا بنت الغيوم لغيثه
مطرا شذي البوح وهي تشمه
فتفرقت جددا أما شاء الهوى
أن يكتوي فيك القليل وجمه
فتركت في عمان قلبي والهوى
وأتاني يبكي ما اعتراني سهمه
عصفورتان وكان يعرف غصنها
غضا طري الشوق فيها خصمه
وهمت إلى عيني مثل فراشة
قامت بأفق الكون وهي تؤمه
فأقمت في المحراب قربك عاكفا
أدني الفراشة والذهول يعمه
شوق تمادى في شرايين الهوى
يا من خضبت الكف وهي تصمه
هل كان يقصدني الشمال ونجمه
لما تمادى في عيونك يمه
ونوارس تبكي على شطآنه
ما غادرته البحر يكمل صومه
والموج يأتي الموج دونك خلسة
والجزر محسور توارى عزمه
لا تتركيني للفراغ فإنني
قد عاد يدركني الفراغ وردمه
فالبرد يقتلني وأنت حبيتي
عمان أثناك الزمان وإثمه
لا تقبلي بدمي فبعضي حارق
فوق الدروب يثير دفئي رقمه
دفئا تبادلني الحروف وقبلتي
وطن يراود والجمال يتمه
أنت الجلال وقبلتي تربو بها
عمان ما نطق الجنين وأمه
أمي البلاد فأنت خير صبية
درجت على لجج الحياة تؤمه
أبدعت صديقي .. قافية صعبة وجميلة تمكنت تطويعها فكانت سلسة منسابة وكأنها الرقراق .. غير أني أرجو إعادة النظر في البيت التالي:
ونوارس تبكي على شطآنه
ما غادرته البحر يكمل صومه
احترامي .. وتقديري.