عصفٌ بصدر الكونِ،
اختلاجٌ يقتطعُ من أنفاس الأرض همساً بيّناً. حبيبٌ على الضّفّة الأخرى يقفُ. يقول: تعالي. وما برح المعنى يستنجدُ بالأعماق النّيّرة.
تتهافت اللّغة وراء ذلك الحرف الغائب الحاضر. مغلقٌ على البدء متراءٍ للأزل. منفتحٌ على صفحة قلبي، يعيد ترتيب الأبجديّة.
لا حاجة لحروف أخرى، ولغة الحبيب حرف واحد يعمّد اسميَ بالقمح والنّار.
وآتي إليه لأسكنَ ظلّهُ
وأمسحَ جبيني بخمر يديه.
ويأتي إليّ ماشياّ على الهواء
على براعم خفيّة يتنقّلُ…
وحدي أراه
كبرقٍ يلتمع في الآفاق الرّحيبة
وحدهُ يراني
كالهوى المستحكمِ المتمكّنِ
كلّما اقتربَ تفتّح برعمٌ وضحك الرّبيع.