سِـتَّ الحَبَـايِــبِ أنـتِ شَهْـدُ كِيَــانِـي
أنــتِ المَـلاكُ وَجَـنَـةُ الرِّضْــوانِ
أنــتِ الَّـتِـي رَفَـــعَ الإلَـــهُ مَكــانَهَـــا
وَأَخَـصَّهَـا بـالذِّكْــرِ فـي القُـــرآنِ
أنـتِ الَّـتِي جَعَـــلَ الإلَــــهُ جِنَـــانَــــهُ
مِـنْ تَحـتِ أقــدامٍ لَهــا وَلِسَــــانِ
أنـتِ الأُمـومَـةُ لا يَـغـيـضُ حَـنَـانهَــا
الـدَّفَّـاقُ يَـغْـمُــرُنَـا بِكُــلِّ ثَــــوانِ
لَـكِ فـي القُلُــوبِ مَـــوَدَّةٌ وَمَـعَـــــزَّةٌ
تَبْقَـى عَلَـى الأيَّــــامِ كُــــلَّ أوانِ
تَـتَسَـرْبَلِـيـنَ مَشَـاعِــرَاً وَعَـواطِفــَـا
لَـوْ وُزِّعَـتْ مِنْهَـا اكْتَفَـى الثِّقَلانِ
لــولاكِ مـا كــانَ الـوُجــودُ مُحَـبَّـبَــاً
وَلَكانَ أمسَخَ مِنْ رُؤَى الشيطانِ
لَـولاكِ مـا عَـمَــرَ الـوجــودُ بِكـائِـــنٍ
وَلَكَـانَـتِ الـدُّنيَــا أخَــسَّ مَكـــانِ
يَــا مَـنْ سَـهِـرْتِ طـوالَ لَـيْـلٍ أليَـــلٍ
حَـتَّـى نَـنَــامَ مُغَمَّضِي الأجفـــانِ
فـي راحَـةٍ والــدِّفْءُ يَغْـمُـــرُ جَنْبَنَـا
مُتَـلَحِّفِـيــنَ لَحَـائِـــفَ التّحنَــانِ
زَخِـرَتْ جَـوانِـــبَ قَلبِهَـــا بِمَحَـبَّـــةٍ
وَسَقَـتْ رَوافِدَهَا عُـرَى الإيمـانِ
هَــذِي جـوانِـحِ صَـدْرِهَــا مَمـلوءَةٌ
حُبَّـاً يَـدومُ عَـلَى مَـدَى الأزمَـانِ
وَكَـأنَّ أســرابَ الحَـنَـــانِ بِقَلبِهَـــا
أسـرابُ عَسْجَـدَةٍ مِنَ العُقيَــانِ
وَلَهَـا الأيَادِي البيِضُ والعَمَـلُ الَّذي
لَـو كَانُ مُثِّـلَ كـانَ عِـقْـدَ جُمـانِ
حَـيُّـوا جَـلالَـةَ قَــدرِهَـــا وَعَطَاءَهَــا
حَـيُّـوا عَـطَـاءَ اللــهِ بالإحسَانِ
حَـيُّـوا الحَبيـبَـةَ نَـبْـعَ كُــلِّ مَـحَبَّـــةٍ
صَـنَعَـتْ مَنَاهِلَهَـا يَــدُ الرَّحمـنِ