ها أنا اليومَ في صحارى المنافي سراب ٌ…
و كنتُ غماماً في بال السّماءِ يمرُّ..
روحي ماراودتها ابتهالاتُ الّلقاءِ
منذ ُ نزوحٍ وخمس سنين…
ونخيل ُ صدريَ مترع ٌ باليباسِ ؛
غادرتْهُ يماماتٌ كانت بالأمسِ
تجلو وحشةَ الرّوح بالهديل…
ها أنا اليومَ
دمعٌ حرونٌ
يعاكسُ المجرى ؛
والمجرى غباريٌّ
يتشهّى دموعَ العودةِ
ليصفوَ قليلا…
ها أنا اليومَ
غيمةٌ خذلها المطرُ
قيثارةٌ..لمّا صارَ المغنّي في مهبِّ الغناءِ…
انطفأَ الّلحنُ،
يمامٌ عافَهُ الهديلُ
لمّا رأى ما تراكمَ في حلقي
من أنينْ..
* * *
عنّي سيُخبرُكِ الصّحابُ
إذا ما زمّلتني أرديةُ التُّرابِ يوماً
بأنّني عشقتكِ
حتى آخرِ قطرة ٍ من دمي وقلمي
وحتى أوّلِ شهقةٍ للفجرِ
على شبّاكيَ المشْرعِ صوبكِ
وكنتُ أعشقُ شرودكِ
خلفَ حدودَ المُحالِ
وفوقَ أقاصي الخيالِ
وأعشقُ فيكِ أشواكَ اليقين…
باركيني اليومَ يا أمُّ
بوِرْدٍ منْ غمامك ِ الأبديّ
واكتبيني على كرّاسةِ السّماءِ
قصيدة عشقٍ
حروفها المطر…