تنسحِبُ الأمواجُ متدحرجةً،
بينما تقفُ كيرستن الصغيرةُ عِنْدَ شاطئِ البحرِ.
تُحدّقُ بعمقٍ في الأمواجِ الزّرقاءِ،
لترى ما لم ترهُ سابقًا أبدًا
في المياهِ الباردة.
—————————-
إذاً، أهوَ صحيحٌ ما قالهُ والدي!
أنّ قوةً مجهولةً توجدُ في البحرِ،
أنّ مخلوقاتٍ تبني و تسكنُ في القاعِ العميقِ،
أنّهم يعيشونَ بأمانٍ في قاعِ البحرِ
في المياهِ الباردة.
أنّ هناكَ قلعةً رحبةً و كبيرةً
و أنّ السماءَ لها لونٌ فضّيٌّ،
و أنّ الشّمسَ و القمرَ بلونِ الذهبِ الأحمرِ،
و أنّ الحقلَ مليئٌ بآلافِ اللآلئِ
في المياهِ الباردة.
أنّ مخلوقًا يسكنُ في المياهِ العميقةِ،
يعرفُ مثلي الفرَحَ و الحزنَ،
و لَهُ قلبُ إنسانٍ، يخفقُ في صدرِهِ،
تعتريهِ تقلُّباتِ الرّغبةِ الأبديّةِ،
في المياهِ الباردة.
و أنّ عِريسَ البحرِ ذلكَ يعرفُ الكثيرَ،
و يعرفُ الحُبَّ أيضًا،
و عندما عشِقَ مرّةً،
أودعَ شوقَهُ لألحانِ القيثارةِ
في المياهِ الباردة.
أنتَ يا عريسَ البحرِ! كُنْ طيّبًا و مُحبًّا لي،
عندها سيعتريني الشّوقُ.
في قلبي نارٌ مجهولةٌ.
إنّها تحترِقُ بقوّةٍ، و أُريدُ إطفاءَها
في المياهِ الباردة.
————————
تغرقُ كيرستن الصّغيرةُ في قاعِ البحرِ،
و يُقبّلُ عريسُ البحرِ الفمَ الورديّ.
يفتحُ لها حُضنَهُ الرّطبَ،
تنطِقُ هي بخفوتٍ اسمَ المُخلّصِ،
كُلُّ هذا في المياهِ الباردة.