نظرة إلي المحيط السياسي المصري…..!

الكاتب والمفكر السياسي محمد رمضان

جريدة آفاق حرة

نقول ؛ ويقول كثيرون معنا ؛ إن مصر علي صحيح الطريق ؛ ونحن لاننكر هذا ؛ لكن رغم عدم الإنكار ؛ فالتاريخ يستدعي نفسه ولأكثر من فترة تاريخية سابقة او ماضية ؛ وكلها من التاريخ الحديث ؛ وليكن من زمن محمد علي باشا وإن أجبر علي ان يقتصر علي إفريقيا ولا يمتد خارجها إلي آسيا ؛أما ناحيةأوروبا ؛ فهي عليه من المحظورات ؛ وبدقة أكثر فهي من المحرمات ؛…. عند هذا الفهم كان جمال عبد الناصر متجاوزا الشروط القهرية الأوروبية علي مصر من عند محمد علي ؛ فتجاوز جمال عبد الناصر كل إفريقيا وامتد إلي آسيا واجتذب سوريا ؛ وسعت إليه العراق من جانب ومن الآخر كانت اليمن ؛ وكانت لبنان إلي حد كبير بيد جمال عبد الناصر ؛ …. من ناحية اخري ؛ لما أن امتدت يد عبد الناصر ناحية الجزائر وأحيانا تونس ؛ لم تتوان فرنسا عن الإشتراك في عبثية العدوان الثلاثي والذي أطاح بالمكانة الدولية لإنجلترا. لكن فرنسا تولاها شارل ديجول في محاولات مجهدة للإبقاء علي الإعتبارات الدولية لفرنسا في مواجهة الولايات المتحدة ؛ وإلي حد ما لازالت الإعتبارات الديجوليةباقية بشكل ما في فرنسا حتي الآن ؛……. بشكل عام ؛ لم تكن بعض أوروبا بعيدة عن عبد الناصر ؛ ولكنها – وتحديدا وسط وأطراف وسط اوروبا – لم تكن مستحيلة علي جمال عبد الناصر ؛ ولكنها كانت مساحة من اوروبا في حضانةخاصة للولايات المتحدة واحيانا للإتحاد السوفياتي ؛ …. وعلينا مبكرا أن ندرك أن الإعتبارات الشخصية العالمية لشخصية جمال عبد الناصر ؛ كانت الأكثر تأثيرا وفعالية في التعامل السياسي والإقتصادي مع مصر ؛ ادرك ذلك جمال عبد الناصرأو لم يدركه ؛ فهذا موضوع آخر له احاديثه وأحداثه ؛ وأظنه ليس مجالنا حاليا ؛… وأري أن أشيرإلي مواقف أو هي تحديدا موقف عربي واحد تبنته المملكة السعودية وفقا وطبقا لإتفاق تاريخي تم علي السفينة كوينسي بين كل من الرئيس الأمريكي تيودور روفلت والملك عبد العزيز آل سعود ؛ ولا زال ذلك الإتفاق متوارثا بين الإدارتين الملكيةالسعودية والحكومة الأمريكية في أخص مستوياتهما ؛ وبمعونات عربية إقليميةخدمية تتوارثها حكومات كل الخليج العربي ؛… أعود جزئيا أو مرحليا إلي الساحةالأفريقية ؛ فهي تتوارث تاريخيا مبدأ الإستسلام الوطني الطوعي – بمفهوم ضيق- للقيادة المصرية طالما كانت في طياتها بعض فكر جمال عبد الناصر ؛ رغم بعض الحذر أوالتحذير الخليجي العربي من مصر ؛ وفي ظل قياد امريكي يتخفي احيانا في الدثار العربي الخليجي ؛ والذي جاء اسنادا طوعيا بمحمد بن سلمان وليا لعهد المملكة السعودية ؛ رغم استحالات متعددة ؛ لا يوليها حكم الخليج اعتبارا منظورا لسواهم وبتحديد أكثر في الإمارات العربية ؛….. ………….. وربما يمكن أن أشيرلبعض مما يمكن أن نذكره كتحفظات علي الشكل الدولي لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي والهلال الخصيب العربي الآسيوي ؛ وكلها بشكل ما من المحظورات الأمريكية علي مصر ………… وقبيل أن أختتم هذا الحديث ؛ أشير إلي رجاء في داخلي يحمله التساؤل الإخباري أو الإستخباري التالي ؛ تُري ..هل قدمت الفقرات السالفة توضيحا ما إلي الموقف السياسي المصري ؛ مع وجود شبه حصار كامل حول مصر من الإتجاهات الكونية الأربع ؛ شرقا وغربا ؛ شمالاوجنوبا . أظن لم لا ؛ نلتق في حديث تال بإذن الله.

 

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!