من أي جرح من جراحك اشتكي
والمجد فوق ذرى نخيلك يتكي
م هدك الحرزن المضمخ بالشذى
شرب الدموع وظل يضحك وجهك
غابت شموس الزائلين ووحدها
ستظل رغم الجرح ساطعة شمسك
بغداد يا وجع السماء وحزنها
ماذا سيبقى حين يفرط عقدك
يا أخت بابل والزمان حكاية
نقشت لنا الأمجاد فيها كفك
من أول التاريخ وحدك أمنا
ما ضمنا حضن رطيب بعدك
ما للعروبة أثخنت بجراحها
منذ ابتدا في ذات ليل نزفك
مري على دمنا المراق بذلة
فعسى يعيد له الكرامة لثمك
وعسى تمر العاديات بأرضنا
فيفوح مجد حيث يضرب سيفك
لا تنحني بغداد ، طود شامخ
طال السحاب وجاز ذلك نخلك
هادجلة يسقي الزمان عذوبة
وكذا الفرات يثور حين يضمك
رغم الجراح الساكنات قلوبنا
رغم الأسى ، ما زال يصهل خيلك
ما زال يمتلئ الزمان محبة
ويفوح بالشجن المعتق صوتك
بغداد اذ تبكين يشف دمعك
ولف حزن الرافدين وجوهنا
لاشئ يفرح حين يحزن ليلك
فاستقبلي شمس الصباح لعلها
حبلى بيوم فيه يرجع مجدك