لا أريدك شاعرا ..
أريدك ثائرا في وجه عدالتي !
لا أريدك شاعرا
أريدك عرافا بأزمني الثلاثة
تهز فنجان وساوسي
فتطفو على وجهه أحزاني المعمرة
تسكبها دفعة واحدة في فم الريح و ترسلها
إلى ما قبل وجودي ببرهة
ثم تخط لي من بن قهوتك الدائم الخضرة
دروبا طويلة مسيجة بمتاريس فرح
دروبا يجهل الحزن أصلها !
لا أريدك شاعرا
أريدك ساحرا عظيم القدرة
تعرف ما حجم القضمة المأكولة من قلبي
تمسك بتفاحة حمراء طازجة
تنفخ فيها من روحك
تغرزها في قاع صدري
توهم أضلاعي المسننة الحواف كأشواك الصبار
بأن هذه التفاحة ما هي إلا قلب قطف لتوه
من شجرة مسحورة تقبع في أطراف الأرض
تطرح أفئدة طازجة غير ملوثة باللهفة
ممسوحة الذاكرة و الوجع و منذورة للنسيان !
لا أريدك شاعرا
أريدك حرفيا ماهرا تعيد نفخ جسدي
كما سابق عهده
تمرر كفك على أنحائي المتشققة
فتلتئم الجروح دون أن تترك أثرا
أو ندبا تتسول نظرات شفوقة من أعين القتلة
تعيد تجميعي بتفاصيلي الجديدة
و كأنني خرجت لتوي من فم الحياة !
لا أريدك شاعرا
أريدك رساما مبدعا في خلق لوحات ثلاثية الأبعاد
تتفنن بخدعك البصرية
لإظهار خطوط ابتسامتي الباهتة
المتدلية من شفتي السفلى
تحملها بين كفيك
تمزجها بألوان فرحك
و تعيد صلبها على طرفي ثغري كأيقونة عجائبية !
لا أريدك شاعرا
أريدك ملحنا متخصصا في الموسيقى الخلفية
لقصائدي الباكية
تستنبط الآهات المكدسة في أعماقي
تصنع منها نوتة
تتساقط من حولها كل السلالم الموسيقية
و تقودني إلى ذرى الغيم !
لا أريدك شاعرا ..
أريدك كما يجب عليك أن تكون
صوفيا توحد بأنثاه حد الشعر !
 آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية  اجتماعية الكترونية
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية  اجتماعية الكترونية