الحياة أكثر من أغنية / بقلم : أسامة حداد

أريد أن أحكى عن موتي الأول

عن نهر يواصل العدو جانبي

وشجرة تخرج من كتفي

وتهرب بعيدا

أطفال ينبتون من أصابعي

ويغنون ذهب الليل

والشمس تتقافز فوق أرجوحة عرجاء….

يجب أن تعرفينني أكثر

صورتي في الليل مختلفة

وصوتي يتبدل بشكل مستمر

وملامحي قادمة من حقل

قفز في طائرة لم تمر من جديد

أريد ان أكتب إليك

وأترك الكلمات مندفعة

ستدركين ما أقوله

وترتبين الحروف من جديد

أعرف أنني فوضوي ومشاغب

ولا أجيد العزف فوق الآلات النحاسية

وفاسد في تنبؤاتي

نحكي عن أباء ذهبوا وبيوت بعيدة

وقسوة الموت حينما قتلت في حادث غامض

وأنت تنظرين لجسدي المعلق في الهواء

وتغنين لموتي الأول

ماذا يحدث الآن في البقاع البعيدة من العالم

وفيما تفكرين

اريد أن أدخل هذه الرأس الصغيرة

وأجمع مشاعرك في خزانتي

وأفكارك فوق ارفف نظيفة

وأجد حلا ملائما للعزلة

وطريقا مناسبة لإزاحة المسافة

أيتها الصغيرة

أنا أكرر موتي كثيرا

وتحولت لشجرة قبل أن اكون قطارا

ويمكن أن أحكي عن وجودي

كمنزل صغير في نهاية مدينة

هزمها السعال

او كوخ يختفي داخله اللصوص الصغار

وجدتني ذات يوم أتارجح على باب زويلة

ومرة كنت أنام في لفافة كتان بمتحف

لنشرب الشاى على مهل

ونقص حكاية الجنون

ومعنى كروية الأرض

والحركة الأخيرة لراقصة

تجمدت فوق كتاب بصيغة ال بي دي أف

ما رأيك بالتاريخ؟

 وكيف نصنع له علبة أنيقة

كتابوت مناسب للتخلص من القلق

سأطلب تصريحا بالدخول لأحلامك

وحق اللجوء لوردة في بلوزتك

ومن حقي أن افكر في أمور بسيطة

مفاتيح الكهرباء

المواقع الافتراضية

حكايات الجدات

طقوس الموالد

والأساطير الصغيرة عن شبح

يشبهني تماما

لا أريد أن اكون مزعجا

حين أفكر في اصطاحبك لحلم قصير

لم يعرض على شاشة السينما

أو الدخول في شجرة رسمتها على الحائط

جربي الإقامة في جميزة على النهر

لقد عشت كشجرة لسنتين كما تقول الحكاية

لم تكن الثمار الصلدة تنطلق في المدينة

والبيوت لم تكن مقيدة اليدين

ولا الشوارع مكبلة بالسلاسل

جربي الشجرة وطنا

لم ير مجنزرة

ولم تخرج سيارة رسمية من رأسه

أريد مقارنة بين العصافير وأبواق السيارات

أوراق النقد والبراعم

وكيف تطلين من زهرة

وتغنين عن ذكرياتك القاسية،

وتنسين أنك الصورة المثالية للنساء،

الأنثى كما رأيتهافي حيوات أضعها على الطاولة

لنواصل اللعبة أيتها الجميلة

ونبحث عن مبرر لانحراف خط الاستواء،

والتهور المتوقع لرياح الخماسين،

وانشغال المارة بجونلة عابرة…

أنت أكثر روعة في الشتاء

كتوافق طبيعي مع برج هوائي

يصب المياه كعامل إطفاء

تسخر الحرائق من جهوده…

تعرفين أن الأغنيات مثل طائر العنقاء…

الهواء ليس جيدا،

والحياة تتدحرج فوق الأرصفة

السخية بالجرائم،

والساعية إلى الغيبوبة

أعطني قبلة

مطلب ساذج ومتوقع من العشوائي

بحكم طفولتي المتواصلة

مطلب طبيعي للغاية

يتوافق مع الجنون المؤقت للصمت،

وضجيجه المزعج

واصلي الغناء…

اكتمال الحكاية يضع حجرا هائلا فى الطريق،

وسيلا في الوراء

أعطني قبلتين…

من أجل أن نمنح الحياة مبررات وجودها

ولا تكرري اختيارك للأرض…

 تدركين طبيعة الغياب،

وقسوة المسافة،

والاحتمالات العديدة للفراغ،

هذه نظرية أيضا

تصلح لهؤلاء الحمقى…

وبدائلهم العجيبة للحكمة

تصوراتهم عن عقول من المطاط،

وأعين تنظر للخلف دائما،

لنصطااد الفلاسفة بالسنارة،

إنها لعبة جديدة

حين نضع طعما للأخلاق،

ونمسك الشك تمهيدا لشيه

مع القليل من الميتافيزيقا،

وأعواد البقدونس تزين الخرافة،

قبل  إذابة الماهية في الشاى

وقراءة القصائد،

 للتخلص من طبيعتها الاستعارية…

أن تحب شاعرة هو التلخيص المناسب

للبحث عن عالم

أكثر توحشا،

أن تحب شاعرة

هو النوع المفضل من الجنون،

والرغبة الهائلة في المزيد من الحياة.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!