دَمي ومَواجِعي وصَدى اللَّيالي
وأمنيةٌ تَنوءُ بها ظِلالي
شُهودي إذ غَدا جُرحي مُباحًا
لتجتَمِعَ الشُّعوبُ على قِتالي
تمرَّدَ خافِقي لِيَرومَ مَجدًا
وما عَزَّت على الحُرِّ المَعالي
وأوقِنُ أنَّ هذا الكونَ قبرٌ
لمَن لم يَكتَسِب حُرَّ الخِصالِ
وموتُ الحُرِّ أوقَرُ مِن حَياةٍ
يعُزُّ بها المُشَرِّفُ مِن مَنالِ
وتَشتاقُ القلوبُ لريحِ طُهرٍ
وينتَحِبُ الجَلالُ على الجَلالِ
ويغدو دونَ أفقٍ كلُّ نَهجٍ
تَعَذَّرَ أن يَحيدَ عَنِ المَقالِ
يُعَربِدُ في دَياجي العُهرِ وَهمًا
ويَنفيهِ الخَيالُ مِنَ الخَيالِ
نَذَرتُ دَمي لِيغدو سَهمَ عِزّي
وقَد عزَّ النَّصيرُ وساءَ حالي
أصوغُ مِنَ اللّيالي دِرعَ صَبري
مِنَ الأضلاعِ قَوسي والنِّبالِ
تَنَكَّرَ لي الحواضِرُ والبَوادي
فما حادَ السَّرابُ عَنِ المَلالِ
وحيدًا تَكثُرُ الذِّئبانُ حَولي
وتزدَحِمُ الكلابُ على غِلالي
تَغافَلَ عَن دَمي الأكوانُ طُرَّا
فزِدتُ تَمَسُّكًا برؤى نِضالي
وإيمانًا بأنَّ سِلاحَ وَعيي
هوَ المُجدي إذا عَزَّ المُوالي
فلا شَرقٌ ولا غَربٌ أتاني
سوى بالمَوتِ حِقدًا والخَتالِ
فما اهتَزّوا لذَبحي واقتِلاعي
ولا ارتاعوا لقَمعي واحتِلالي
وكلُّ أيَّدَ المحتَلَّ جَهرًا
ولا.. ما أضمَروا غيرَ اغتِيالي
وما أذكوا سوى النّيرانِ فينا
وما دَعَموا سوى حُمّى اقتِتالي
كَفى يا قَومُ صَدًّا وافتِراقًا
تَنامى الجُرحُ في طولِ الجِدالِ
كَفاكُم ما الأعاجِمُ غيرُ شَرِّ
تَغَذّى مِن هَواني وانخِذالي
وليسَ بِنافِعي إلا اعتِمادي
على نَفسي، وَجَدّي، وامتِثالي..
لِشِرعَةِ خالِقي فأقومُ صَفًا
كَبُنيانٍ أشَدُّ مِنَ الجِبالِ
يوحِّدُنا التّعاضُدُ والتَّآخي
وحقٌّ لا تُغَيِّبُه اللّيالي
أدافِعُ عَن وُجودي عَن كَياني
بما أعدَدت مِن جُهدي ووَعيي
وما استَنهَضتُ من شَرَفِ الرِّجالِ