هل تعرفين ملامحي في نظرةٍ
فملامحُ الحسناء تفضحُ سرّها
وملاحي في عينها براقة
زرقاء تحكي في الصبابة بحرها
لو كنت في شطآنها لعرفتها
زيتونة خضراء تنكر أسرها
ولأنكرت أني بساتين الغوى
في بسمة عبرت تمارس سحرها
عطّرتها في كل قلبٍ عاشقٍ
ورفعتُ ما فوق المآذن عطرها
فتنشق الفجر الآذان بلهفة
والبوح يجري لا يداني خدرها
سجدت على صدري وصلت حاضرا
في غائب لما تباكت هجرها
ورأيت في المحراب منظرها الشهي
مشاغب لما أدارت ظهرها
سجد السكون على عباءة مرهق
ساد الضياء كأن منها فجرها
قولوا لها من طينتي شكلتها
فجرا يعلل في التلاوة إزرها
مكرت وكان القد فيها مطمعي
فتأودت لما استفزوا مكرها
نشرت على ريح الشمال رسالة
ورسائل العشاق تغوي ثعرها
فشربت من كل الغيوم ثمالة
لما تعادل في اللذاذة خمرها
فأخذت دنّي كي أصبَ كفايتي
قدحا يحرك في شفاهي صبرها
عاشرتها والليل يطوي ليله
وثيابها ثكلى تغطي جمرها
وسدتها فوق الذراع يمامة
تطوي الضفاف ولا تلاقي نهرها
ما ودعتني عندما ودعتها
في قرب قافية تداعب شعرها
لكنها رمقت ظلالي مسهدات
في حماقات تقبل صدرها
تركت ظلالي للنوى فتساءلت
كم مسها سغب يعلل صبرها
وأنا تباعدني الخطى عن مرقدي
لا نوم يحملني فأنسى ذكرها
قبري هناك على الحدود تركته
ورحلت في أثر أتابع إثرها
علي أجود على الحسان بخافقي
أو أشتهي مطرا يناشد خدرها
رشي علي الحلم فوق ملامحي
وملامح المرآة تعرف خصرها
فتوثقي مما رأيت وحاذري
من عاش في المرآة يذكر سرها
سري الدفين على يديك كتبته
لا تفتحي الكفين مهما غرها
ودفعتها بين الخيام تدافعت
دفع القطاة إذا استطابت نسرها
والنسر مقرور على عتباتها
ببن الخيام إذا اشتهى ما سرها
مقتولة تبكي المساء لقاتل
صلب المفاتن في القدود فحرها
هل تعرفين ملامحي في نظرة
فملامح الحسناء تفضح سرها
6 حزيران 2018م