الطريق الذي يمشي بي /
يشبه تجاعيد ورثتها عن أمي.
أمشي بتأنٍّ كي لا أزعجه بوزني الثقيل
أجرّ ورائي غيمةً صغيرة
كانت تغسل أمي تحتها حصيرة الحقل .
تفرد عليها الزيتون وترضع الصبر من نداه.
أتعمّد التّعثر بظّلي،
لأرى بطن الحمام الممتلئ
بالرسائل وكيف تمر الكلمات فوق رأسي
خاطفةً للعشّاق أفكاري الهاربة .
أحاول أن لا أسرع ،
رغم أني ألهث كشجرة منهكة بعد ليل عاصف
وأنا أحمل عصافير ميّتة على كتفي ،
كي لاتنعتني الأرض بالخائنة .
أكمل المضي دون أن أسقط
وألا أُسقط آخر أوراقي.
رغم ذلك أركض
أركض مني.
أبي الذي لم يكن يعرف الأبجدية ،
علّمني الكتابة على جسد الهواء.
أصبعي الصغيرة كانت كافيه لأخلق عليه
لغة تُتقن المجاز .
أن أحكّ عن الحجر ظهره كي يلين ،
ينطق عن الغابة ويعوي.
أن أضع على الرصاصة التي أصاب بها الحب
قلبي ، فراشة شعري
لتحنو على سريري وردةً وتنام .
علّمني أن أبتسم للأرض
لترقص السماء
وأمد يدي للسماء ،
لتمنحني مساحة للطيران.
أبي الذي فعل -بشكل غير إرادي -كل هذا
رحل قبل أن يفتح في صدري
نافذة للهواء .
كنت الطفلة السمراء ،
لاتخشى أن ترفع فستانها عن ركبتها
كي لاتحرقها الشمس
بل كانت تمشي برِجلٍ واحدة
تمضغ العلكة
تنفخها
وتغمز بعينها وجه الشمس.