الولد ُ الذى سقط َ فى الماءِ
توا ً
لم يعد.. ومعهُ غيابه
لم يخبرنا أنه مسافرٌ
كي نعدَ له فطائرَ العرسِ الصباحية َ
عند عودتهِ
ونعلمه ُ كيف يتفادى
مخاطرَ الطريق ِ في رحلةِ
الموت.
قالت بنتٌ لم يتبين الماءُ
هيأتها:
سوف يخدعونك ياولدُ
ويجعلونكَ تتنازلُ بسهولة ٍ
عن بدلة عُرسك َ السوداءَ
وحذائكَ الأبيض ِ
وتلبسُ الغرق.
الولدُ الذى سقط في الماءِ توا ً
على مايبدو
تحالفَ مع المحارِ
واختارَحبيبة ً أخرى
لاتخون
هو بالطبع ِ لم يقصد
أن ينالَ من جنية ِ البحرِ
التي أغرته ُ
بفتح ِ كل أزرارِ
فستانها
لكنه تذكر فجأة ً
أن قبورنا
على اليابسة ِ…خشنة ٌ
وأن ملائكة َ الحساب ِ
لايعملون َ تحت الماءِ.
الولدُ لم يغرق بعد
لم يغرق.
لكن إصرارهُ على الانتحارِ
أغرقهُ
بالغعل ِ
حتى أنه يسير بيننا مبللا
كتمرين ٍ على
مقاومة ِ نزلات ِ البردِ
تحت الماء ِ
لكن لم ينتبه إليه أحد
لم ينتبه أحد
ولم نرهُ منذ
أن أمطرت السماءُ
ليلة أمس ِ
سقطت غيمة ٌ كاملةٌ
على رأسهِ
وبالرغم من أنه كان
يجلس ُ بيننا
سقطت عليه وحدهُ
وام يتبق منه
غير هذا الرجل
الذى يشربُ الشاي
في ركن ٍ
مهملٍ
في الذاكرة ِ
يرتعشُ بشدة ٍ
يتقيأ ُ أسماكا ً
وسفنا ً
وماءً كثيرا ً
إنه يلفُظ ُ البحر.