آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
في عينيك
ألمح الآن بريقا غريبا في عينيك يا وطني
يتكئ على رغيف برائحة الجوع
فأضم الجوع و ينبذني الرغيف
أتأمل أفقا بلا عمد
أُروض الهواء بحكمة القدر
يُحَضر الليل مهزلة كضحكة الموت
فتتساقط الظلال مدرارا
ويقضم الجوع أصابع الليل
كيف لي أن أكرر طفولة بلون عينيك
غادرَت على صهوة العشق المنبوذ
وعادت على نعش الوقت
تراود عقارب ساعة مهترئة
تَعد سنوات الانكسار
و المساءات التي كانت ترقص في عينيك
صارت تحمل على كتفيها
ثقل أسرار من همس المرافئ
ومن كبرياء الأرض الراحلة خلف المدى
تمسح دموع الفاجعة
وتغني مرثية بلا وطن
ما به أفقي شواظ من نار…؟
مابه زمني حفنة غبار…؟
مابه جبيني وصمة عار…؟
ودموعي انهيار
سخطي دمار
منذ هجرتني الديار
يا عيونا تكشف عن وجه الضياع
أضعت فيك وجه عمري الموؤود
أصعد فيك قمرا قمرا
أسبح فيك وأصلي دهرا
ما أتعبتني الصلاة
لكن اتعبني حضنك المنفي قهرا
أتعبتني صور الحياة المشنوقة جهرا
كيف لي أن أرثيك أخي المغدور؟؟؟
كيف لي أن أزف ذكراك؟؟؟
شهقة على أكف الحور
إني مثقلة بالأحزان
أسمع الصدى يخطو على مفترق عالمينا
عالم منقوش على ألواح من أحلام
وعالمي الغريق الذي تبتسم شفاهه لأغنية مغتصبة.
