أنتَ لم تفهم الأمرَ بعد
ولكني أحاولُ جاهداً
أن أشرحَ لكَ
– بترددِ من يُفشي سِراً –
أن العالم قاسٍ
وأنني أشعرُ دائماً
– حين أجوسُ بنظري
حوافهِ الحاده –
أن عينيٌَ تؤلمانني
كجرحين مفتوحين
ولأن الأمرَ عصيٌ على الفهم
أحاولُ أن أُفسرَ لك ذلك
بطريقةٍ أخرى
فأغمضُ عينيَّ
وأقولُ لك :
أنظر إليهما جيداً
الا تشبهانِ الآن
جرحين ملتئمين ؟!!!
ولأني لا أراكَ الآن
أخالكُ تبتسمُ ساخراً
ولكني ولفرطِ حماستي
أطلبُ منكَ
أن تغمضَ عينيك
كمحاولةِ إنكفاءٍ الى الداخل
إلى عتمةِ الروح
العتمة التي نحتاجها أحياناً
كرغبةٍ جامحةٍ
للإختباءِ من الضوءِ
كحقيقةٍ موجعةٍ وصارخة
لكنك لم تفهمَ الأمر بعد
وتكتفي كالعادةِ
بهزّةِ رأسٍ متكررةٍ
كعلامةٍ للفهم
ولكني أغبطك كثيراً
لأنك تفتحُ عينيك
كل صباحٍ
كوردتين جميلتين
ولأنك لست مضطراً
أن تشرحَ لأحدٍ
-بترددِ من يُفشي سِراً –
أن عينيكَ جرحانِ مفتوحان
وأنك في عالمٍ قاسٍ
بحوافٍ حادةٍ
سيوجعكَ كل شيء
كل شيء
حتى النظر