… الليلةَ آلمكِ بكاءَ طفلٍ تعثرتْ به أمُه في ظلمة الطريق ، فأشرتِ إلى الأعمدة المطفأة ، فأضاءت ، فكفَّ الصغيرُ عن البكاء . قراءة في قصة .. متوكأ على عبارة قيلت على لسان السيد المسيح فحواها:” من كان منكم بلاخطيئة فليرمها بحجر”، جاء الفعل الماضي في القصة ليثبت واقعة تمت وانتهت واستقام اعوجاجها في فعل امرأة حملت عن أخرى ثمرة خطيئتها، ولم تلعنها، بل عمدتها بالحب، ونادت بأن لا ذنب لثمار الخطيئة، ولكنه نداء مقرون بالفعل، فقد اطفأت الظلام و أعلنت ثورة الضوء على الأحكام البالية ، فأنقذت بالفعل أمرا كان مفعولا، وجاء الفعل الماضي هنا ليعلن وجوده قائما في المضارعة بإثبات أقدميته في الفعل، وباسطا ذراعيه بالمستقبل بإثبات أحقيته في النور، وجاء الطفل معادلا موضوعيا للحياة رغم أنف الشر.
بقلم منال الشربيني/ جمهورية مصر العربية / الاسكندرية