لست انا ….!
حين تمنى أحدهم الموت من أجل متسلقة تسللت لواذا في ظلام الهوى
لتشق وريده النابض سلوة الرغبة ..
فراحت تدس في خمرة هواه الطمع. .ثم عاد يثمله الجوع أكثر فيتنمر ذكراه.
كيف هام بها زنبقة الوديان. .يغرس في جنبات جنونه ميراث أسره الغارق في الرياحين والعنبر من خداها المتورقة البخور والتمور والعطور. …
تكحل صباحه بالأمل.
هذا كان بالأمس حين غنت أم كلثوم. ..كنت لي أيام كان الحب لي أمل الدنيا ودنيا املي.
حين غنيتك لحن الغزل بين أفراح الغرام الأول
أما اليوم فصارت تلك اليمامة الزاجلة التي تأتيه كل فجر في رسالات البحر
وأسرار الحب الغريب. .
ترهقه! ؟
لم أصبح يعيقه ذاك القرط المعلق باطراف شعرها الكستنائي
ظنت للوهلة الأولى بأن زينة العيد
هي بأن تدير ناعورة الشاطيء. ..
فتعزف الظلال عاطفة خجول.
سيدي الكسول. .
كنت بالأمس تراقص سكرة شفتيك اشتياق الاكول. .
كنت تنهض من مخدع الحروف مثل شهريار
نعم وتنقش ابتسامتك على رسغ فاتنة الخريف
اسورة من ماس
وكان اليمام الزاجل
يصلي في صدرك صلاة التسابيح
لعلها المرة تفرش نطاقها الأخضر
على الضفة الثانية من الوداعة والرتابة والغرام
ثم ماذا بعد ….
لم تعد هي تدرك بأن جفاف النهر العذب ليس سببه
بأنك أصبحت أعمى .
ربما ترى من سم الخياط
ولم ترى من نور قلبها. .
الذي قضى سنين من عمره في سهاد الحب الأعمى
فكانت لك الرسام والبستان والبحر والحبر والخبز. .
وكانت لك الجدار المشقوق
لتهرب إليك كل ثانية من اغلال الحزن والبؤس اللعين.
فما عدت ترى وشاحها الذي تبلله من عبراتها لتمسح به دروبك الشائكة. فيما بعد
أتدري. …
حتى الشوك أصبحت انت صديقه الذي يجرحها بأي وكل وقت …
فكيف لها أن تدرك بأن العنب الذي كان تخزن خمرته في ثغر البلابل والتفاح التي كانت تقشر شهده على ساعديك. ..ماعاد يرى في وشاحها الأبيض سوى انزلاق تلك الجدر وتعكر الوادي وتغبرت آثار الغيم لينزف العيد …حزنا أكبر حين كتبت لها بالخط العريض وصية موتها
إلى منزل آخر…