مربك أن تنحل في ظل غيرك ؛ولا ترى شبيها لك سوى إنهاض القلب لطلب
الحق. كم من الطرق ستقطع للوصول إلى غد يأتيك من السمو.. ؟
أنت هنا نسيج وحدك توطن قلبك على التجدد والصقل الدؤوب ؛ تغرف روحك
من التلقائية النقية لتستوي لك نتوءات الطريق . أنت خارج من التخلية ؛ داخل
إلى التحلية .معتق تحت سنديان النور ترى زرقة الوقت فوق ثغر الورد كأنك
ترعى خراف الله في أيامك العذبة .
تنسل من حلمك العاري ؛ومن متاريس الليل ؛لاتلوي سوى على نشيد يجري بك
من سماء إلى أخرى تهييء الوسادات لأطفال يقيمون الصلاة والطواف على
الطرقات ؛فتعرفهم الطير في طهر الحاجات ؛ ثم تقاسمهم العنت الأسمر على
لحن النايات .
مازلت تملأ الخلجان بالخلجات ؛وتمضي باكرا على سلم الروح ثملا بالأذكار
تهدهدك كطفل يجهل سر الليالي الزاخرات بعناقيد الفرح المشتهاة.
عند النداء ترتشف ؛ على فقرك المدقع ؛ضوء الأنجم الغائر ؛ وتشرب ؛من
الأعماق ؛ همس السنبلات ؛ولا تنحل عزيمتك وأنت قائم تصلي على قارعة
الأشواك.
كالبلور تلج فضة شعشعت على سحنتك السمراء؛تلمع رموشك في طمأنينة وصمت
كأنك تنام على أرجوان تألق في مثناه حتى غفا الإفراد والجمع في بناه ؛ وتباطأت
الفروقات ؛في نعيمه ؛ ولا مبتغى لها سواه.
كأنك موشى بالوحي والفقد ؛ميمما وردك الأحمر جهة الصدر الأبيض ؛ وفاتحا
أقداس الصلاة على مرارات الكون حتى أهبط من هبوب الليل كالوليد الطري
الخدين . أهامس سرك بسري ؛ وأدنو من غمام فضي كأنه سمو لا يرتبك أبدا.
وترى اصطفاءك ينحدر من الليل ؛ ولا يشهبه سواك ؛وتنحل في الفضة ؛ حيا؛
ترفع شحوبا تهيدب على الشفاه ؛ تسري في العلو ؛مجيدا ؛ على أطياف مذهبة
كأنك ؛وحدك ؛مازلت هناك.
 آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية  اجتماعية الكترونية
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية  اجتماعية الكترونية