كانت هذة الكلمات مكتوبة بخط مرتجف وحروف متقطعة
……………………………………………………………..
1
الوقت مُرّ
والبداية طعمها سُكري
النهايات جدار
والحكاية دائماً محكومة بالملل
بالأمل
والرياح السريعة ……
نعم …
يمكن أن تأتينا الرياح بما نشتهي
لكن مراكبنا غرقت وتركت أشباحها تطفو على السطح
– والأشباح تبحر إلى الأبد دون وصول –
_______________________________________
2
تأتي الفكرة في رأسي على هيئة شجرة
لاأستطيع أن أبلغ قمّتها ،، ولا أن أغرق بالجذور
ألاحق بعيني شعاع الشمس
الذي يهرب مني غالباً
أو يخترق مداي الهش
فلا أشعر به
يتذوقه الآخر الذي يلمسني ويقبض عليه
إما أن يشتعل بي حباً
وإما أن يُطفئني
_______________________________________
3
مناجل المزارعين لم تعد صالحة للحصاد
لأن الذاكرة كثيفة والوجوة مورقة.
في الصباح
أمام مرآتي
يبدو وجهي الحزين متشابكاً بغصون لاتنتهي
أعشاش العصافير تسكن نظرتي
جسدي عريشة العنب الأحمر … الذابلة
تتساقط من شعري تفاحات كاملة
وأخرى مقضومة وصفراء
لاوقت للقطاف
الموسم كذبة ….
الثمار وهم يسقط من تلقاء نفسه
دون أيدي
أو قرار
_______________________________________
4
أحيانا تعلَقُ كلماتي بدوامة الاستمرار
وأتحدث مع أول انعكاس لوجهي في عينيك :
وأسألك
من أنت؟ ومن أنا
وتجيبني دائماً :
نحن من مخلفات الحب
والحرب …
_______________________________________
5
( أغنية تبحث عن صوتها )
النافذة التي قفزت من الجدار
الجدار …
الذي هرب من بيتنا القديم
تلك النافذة المفتوحة على النهار
النهار …
الذي يشرق دائماً على قلبي
قلبي …
الذي يذهب كل مساء لينام تحت أغطية الأصوات
هناك حيث صوت أبي الدافئ يتمدد ويستطيل مثل ياسمينة حنونة
من قال أن الأصوات تموت؟
إنها تعيش للأبد داخل مخيلتي المجنونة
_______________________________________
6
المسمار فارغ
الجدار يبتلع الصور ويبصق الإطارات المعدنية والخشبية على أرضية الغرفة
القلب غرفة
الجسد غرفة
والمدى الذي ننظر إليه غرفة زجاجية كبيرة
نحن لانخرج من الحيز
نحن ندفع جدراننا الرقيقة لتبتعد عن مركزنا النابض
نتمدد داخل حدودنا
ننفض عنا اللحظات
نزهر داخل أحلامنا
ثم نتلاشي مع الحقيقة المفروضة علينا.
( مهما رفعنا صوت النهار سيبقى صمت العتمة يرعبنا )
هذة الجملة هي ماتبقى من كلمات كانت مكتوبة على ورقة محترقة.
_______________________________________
7
حتى الشمس لها جدران
قالت وهي تلفُّ خيط الليل حول اصبعها : لقد أهداني شمعة وفستاناً من العتمة
حتى الظلال لم تشاركني رقصتي الهادئة تلك الليلة
رأسي لم يعثر على كتف
خصري ظَلَّ يتمايل خفيفاً
مثل ورقة شجر توشك على السقوط
لم يكن هناك موسيقى
ولم تكن أنت موجود …..
_______________________________________
8
لا أرفض نفسي
ولا أتنكر بأقنعة أنثوية تغطي زغب جلدي الممزق
لا أقفل أبوابي المفتوحة على لمسة يديك المترددة دائماً
ولا أخفي ندوبي
( تفوح رائحة الأنثى ولو أخفت ألف طعنة وألف غفران)
كان ذنبي أنني فردت روحي على طاولة أسنانك دون أن أخاف من ألم قضماتك وابتلاعك نبضاتي النازفة
— اليقين لايفكر بالنتائج —
_______________________________________
9
( اعترافات أول المساء )
أحب رائحة طلاء الأظافر لكنني أرفض أن أضعه على أصابعي
أحياناً أستخدمه بكثرة
أُلوّن عقارب الساعة
وفنجان قهوتي
دبابيس شعري
مقابس الكهرباء
وأحياناً أخرى أرسم به طيوراً على زجاج النافذة
طيوراً بلا أجنحة ولا مناقير .
– طلاء الأظافر يمنع روحي أن تتسرب من تحت أظافري
ألم أخبرك أن أصابعي رئة ثالثة !؟
_______________________________________
10
على الطريق السريع أقود السيارة شاردة بفكرتين :
الوصول أو البقاء
أستطيع الآن أن أُفلت يدي وأغمض عيناي
أستطيع أيضاً أن أتمسك بالمقود وأنطلق بثقة
وأستطيع أن أتوقف على جانب الطريق
أفتح الباب
وأعبر الشارع دون النظر إلى شيء
لكنني لم أفعل شيء
سوى أنني تركت قلبي معلقاً على المرآة الأمامية يتأرجح يميناً ويساراً
دون توقف
_______________________________________
11
نحن أبناء الموت الذي تخلي عنا
ثم رمانا في نهر الحياة
فأصبحنا أبناء غير شرعيين للأيام الجارية
هذا الوجود خدعنا بكذبة المكان والزمان والوجوه
نحن أشقاء للألم
أصدقاء للندم
قلوبنا للريح التي لاتتوقف عن الخذلان
_______________