تلملمه على ألم وجوه
وقد جمعوا وقالوا حرّقوه
فجالسه احتمال الصمت حتى
توسم صبره مذ بعثروه
فلملم من سراج الغيب روحا
وبعثر صبرهم مما جنوه
فقالوا ما لنا والصبر فجر
تجعد وجهه فاستنكروه
وقالوا ما لنا و الغيب رحم
خذوا من مائه واستعجلوه
فقد أيقنت أن الشك يقضي
صريعا في ركام قد بنوه
وقلبت اليقين وخلت أني
أطاول فيه أعذب ما اشتهوه
وأرسيت الحقيقة في شفاهي
وقلت لعلهم لم يفقهوه
فقالوا ما لقبضتكم فؤوسٌ
وما ولجوا ضياء راقبوه
فما ملكوا لمنطقهم لسانا
وأمر كبيرهم أن حطموه
فبللني السؤال على ذهول
سلوا من كان أكبرهم سلوه
دعوني حيث لملمني ابتهالي
وأمكنني بما لن تنكروه
دعوني حيث حاض العمر عمرا
وقالوا هاؤم فاستبشروه
زمانا كفكف التأويل وحيٌ
فنض لذبحه نوما أبوه
فقال افعل كما تؤمر فإني
أصبرني بما أيقنتموه
وإني ذات واد حيث أبكي
ذرفت النبع حتى زمزموه
وإنك من مددت البرد نارا
وأمطرت السلام فجففوه
وأنك من شهدت الميت يحيا
تأمل عابد لم يعقلوه
فلما أسلما للأمر طوعا
وتل جبينه واستقبلوه
ألنا النحر تحت النصل لما
سلبنا القطع آلة ما ارتضوه
وفديناه رحمة ما قضينا
كذلك أمرنا لن يملكوه
كذلك إذ سلبنا النار جهرا
خلاصة أمرهم أن حرقوه
فكنت يقينك المجبول حلما
وصبرا نلته لم يوقنوه
فأين مفرهم والروح عين
ترى من ريحهم ما أسرفوه
فكنت تفوح ملء النار صبرا
على جمر قضى فاستنقذوه
وملؤك موطن ماء وطين
يجففه الحنين فبللوه
سليل الصبر عبء الفقر قهر
الجياع وكل ما لم يسلبوه
تهيأ للنزول إذا صعدنا
فكل أمامنا لن تبلغوه
هنالك حيث لا يحصى بريق
نكبل بعضه فاسترجعوه
وما يممتهم حلما و لكن
رضيت فكنت حلما يمموه