أما يَكفي مِن كَثرةِ العِنادِ البُعادُ
وهل يَطيبُ لنا مِن بَعدِكِ الرُّقادُ
إنَّكِ على حافَةِ نَوءِ الأزمِنَةِ
ومن طَيشِ الكُرهِ تَعلمينَ لا يُستَفادُ
إذا تَصابى الفِكرُ يأتي بالقَطيعَةِ
ولا يُأخذُ في غُلو النَّفسِ المُرادُ
فكلُّ أعمالِ النُّهى وأمرُ التَّصابي
لهوَ ضَلالٌ وفي المَوقِدِ اِتِّقادُ
ونَادَيتُكِ مِن قَبلُ والتَّصَبُرُ تَشَكَّى
فاِختارَكِ في عُمقِ ذاتِكِ الإفتقادُ
يا خَليلَةَ الشَّوقِ فاتَكِ التَّمَهُلُ
فَرُبّما لا يَنجَحُ دَوماً المُرادُ
تَحولُ أهواءُ النَّفسِ بِعَكسِ المُبتَغى
وحالُ الأمانِ في التّيهِ لا يُستعَادُ
غصَّ اللّقاء والفِرقَةُ كمِنوالِهِ
وعلى سُوءِ التَّقديرِ كَمَنَ الإنعِقادُ
كلَّمتُ حِلَّةَ الَّليلِ ولا يُستَنارُ
ذاكَ القَلبُ الفَتيُّ غَرَّهُ الحيادُ
قَفَلَ الغَسَقُ على ابتِسامَةِ الثَّغرِ
ومَوضِعُ الأطلالِ اِلتَفَّهُ الرَّمادُ