“النضال الشّعري يسبق كلّ نضال”
صلاح فائق
•••••••••••••••••••••••••••
” كلنا غرباء في أوطاننا وخارجها، أنا أُرغمت على غربة إضافية بالذهاب بعيدا جداً بسبب خوفي من الانتقام القمعي من النظام العراقي الفاشي الذي لم يكن ليهتم إن كان منتقدوه شعراء أو فنانين أو علماء. وقد قام بإعدام وقتل العديد من الشعراء والكتاب. كنت أخشى أن أصير أحدهم، جثة مرمية في زقاق بغدادي قديم”
صلاح فائق أحد شعراء جماعة كركوك من أمثال سركون بولص وجان دمو ومؤيد الراوي وغيرهم، الشاعر العراقي الذي فقد أهله ووطنه وعاش وحيداً في الفلبين حيث أسس هناك عالمه الخاص الذي كسب من خلاله الشعر وصدق حين قال ” النضال الشعري يسبقُ كل نضال ”
صلاح فائق لا يكتب الشعر بل يتنفسه وهو وسيلته للعيش بشكل جيد صاحب مايزيد عن ثلاثين إصدارا أو ما يسمى بحديقته الشعرية والتي جعلها الشاعر متاحة للجميع في صيغة pdf من خلال صفحته العامة على الفيس بوك عندما قلنا له نريد سيرتك الذاتية بكل تواضع أرسل ” صلاح فائق.من كركوك، مدينة سومرية لم تعد في أي بلد..
أعيش في جزيرة فلبينية تكثر فيها عواصف وزلازل.
ألتقي قراصنة هنا أحيانا ويلوح لي حوت عندما يراني عند المحيط.
أكتب أشعارا هنا وأتمشى ليلا وألحظ، أحياناً، يتبعني ظلي.
لمن يهتم بقصيدة النثر بشكل خاص هذا الحوار مفيد وممتع إلى أبعد حد
________
حاوره أعضاء مبادرة أثر الفراشة المكون من :صلاح الفقيه /ريتا الحكيم / سمر معتوق / غفران طحان / بسمة العبيدي / سمر لاشين
■ لمن يكتبُ (صلاح فائق)، له أم للمتلقّي الذي ينتظرُ كتاباته ؟وما ردّك على من يقول: إنّ ما تكتبه سيرة ذاتية ؟.
ـ ليس هناك تخطيط مسبق لما ستكون عليه الكتابة، للشاعر أو لغيره.
كل ما هناك أنّ الشاعر يكتب وسوف تتضح فيما بعد اتجاهات كتابته، ونترك للمخيال أن يخلق عالماَ جديداً فيه صور مبتكرة.
هناك إعادة صياغة لذكريات بهدف عرض جانبها الجمالي وإغناء سياق القصيدة.
نعم القصيدة تعبر عن جزءٍ من سيرة شخصية، ولكن بشكلٍ غير مباشر.
فالقصيدة عرض حالٍ بشمولية، والمتلقي الذي لايكون حاضراَ أثناء الكتابة سيجد من نفسه الكثير أو القليل بحسب غنى
تجربته الحياتية، وفهمه للشعر، وحاجته إليه.
المهم: الشاعر سيكتشف نفسه مرة أخرى في كل كتابة.
■ هل للمكان تأثيرٌ على تجربتك الشعرية ؟ بمعنى آخر: هلالموضوعات التي كتبتها، وتكتبها وأنت في الفليبين، كانتستتغير لو أنك تعيش في العراق؟.
ـ بالتأكيد للبيئة دور أساسي في بلورة نجاح القصيدة؛ لن نجد مفردات البيئة الفليبينية أو البريطانية في القصائد التي
كتبتها في العراق. هناك مثلاً: أهوار وقلاع وأنهار ومشاهد اجتماعية وغيرها في القصائد العراقية، بينما أتغنى بالمقاطعات
الريفية البريطانية في مجموعتي: ( مقاطعات واحلام)، نجد كلمات المحيط وأسماك القرش والحيتان وخفر السواحل وسوق
السمك من بين مفردات كثيرة في القصائد التي كتبتها في الفليبين.
مجموعتي الأولى اسمها: ( رهائن ) وهي وثيقة كابوسية عن أوضاعنا وأحوالنا في العراق، دون أن نهمل شمولها بقية
البلدان العربية.
مجموعتي الثانية: ( تلك البلاد ) هي تصفية حساب مع العراق وحياتي فيها.
مجموعة أخرى عنوانها: ( طريق إلى البحر) .
العناوين وحدها تكفي للإشارة إلى التغيير الذي حصل بسبب اختلاف البيئات وثقافاتها..
■ تتحدث دائماً عن الجانب الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعيوبخاصة (الفيس بوك) في أنه ساعدك في تجميع قصائدك وعمل كل تلك الدواوين الشعرية التي صدرت لك. هل لك أن تخبرنا عن الجانب السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي كما تراه أنت وسبل التغلب عليها؟
ـ أعتبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً ( الفيس بوك) مأثرة ثقافية وتاريخية؛ فلأول مرة بإمكاني أن أمارس حريتي تماماً وأعبر عنها بالطريقة التي أرغب بها أو تلائمني دون رقيب سلطوي وقمعي.
أنا تعرفت إلى الفيس بوك في العام 2012 / حيث اشتريت كومبيوتر ولم أكن أعرف استخدامه، لكني تعلمت بمرور الوقت.
كنت قد كتبت آلاف القصائد القصيرة والطويلة خلال أكثر من عشرين سنة من وجودي في الفليبين، وفجأة اكتشفت إمكانية صف هذه القصائد وبمساعدة العم غوغل رأيت إمكانية طبعها أيضاً، وترتيب نسخ الكترونية لهذه المجموعات لصفحتي في الفيس بوك وإرسال نسخ بالآلاف إلى أصدقائي وقرّائي.
إنها عجيبة حقيقية، انتهيت إلى أنني لا أحتاج دور نشر لطبع مجموعاتي إذ أستطيع القيام بذلك بنفسي. هذا ما أفعل منذ سنوات.
أما عن الجانب السلبي
لهذه التكنلوجيا الباهرة فهي مثل غيرها يمكن استخدامها بشكل سيء كذلك. هناك تبجح كثير في صفحات الفيس بوك وكتابات
فارغة لا تنم عن أية تجربة حياتية غنية، وبالطبع فإن التعبير عنها يعاني من ثقوب وضجيج، وأفضل علاج لهذه الأمراض يكون
في:
إهمالهم وعدم التحاور معهم أو حتى نقدهم، والوسيلة الأخرى في استمرار الشعراء والكتاب الجديين في الكتابة والنشر
وهذا سيظهر ضحالة أولئك ونمطيتهم.
■ البعض يقول: إنّ أعذب الشعر أكذبه والبعض الآخر يقولالنص الذي لا يكتب نتيجة تجربة حقيقية عاشها الشاعر لا يعول عليه. مع من تتفق؟.
ـ لا أميل إلى الجملة الساذجة (أعذب الشعر أكذبه)؛ فكتابة الشعر عمل صعب وحتى منهك أحياناً، والشاعر يضع كل حياته إذا كان
جديَاً فأمامه وقت للكتابة.
هناك أيضاً وهمٌ: أّن القراءة لأعمال الآخرين، تخلق من الشخص شاعراً، القراءة تغني الشاعر بممكنات لكنّ الأهم تجربته الحياتية على مستويات نضالية وثقافية ودون هذا التحديد، سيسقط في نمطية مملة، ولن يكتشف القارئ
نفسه أو بعضه حين يقوم بإحالة نصوص هذا الشاعر إلى تجاربه وحياته؛ فلا يجد فيها أيّ صدى، فلمَ يكتب الشاعر حين لا يقول جديداً؟
■ الساحة الادبية والشعرية في الوطن العربي فيها مشكلتان ، مشكلةالكاتب الذي اتخذ من قصيدة النثر سلماً للدخول إلى عالم الأدب، وهوليس بشاعر، والنقد وظهور مجموعة من النقاد المتطفلين كل ما يقدمونه من عملية نقدية يعمل على هدم الكاتب وليس لتقيمه وتقويمه ودعمه، ماهو الحل في رأيك؟.
ـ إذا اتخذ أي شخص من قصيدة النثر سلماً للدخول إلى عالم الأدب فإنه في النهاية سيسقط من السلم وقد يصاب بجروح.
لا يحتاج الشاعر الحقيقي إلى سلالم للدخول إلى هنا أو هناك، إنه يطوف، يطير، وأجنحته كلمات حسب ما أعاد صياغتها.
أما حول النقد والنقاد المتطفلين، كما عبرتم، فإنهما لم يثيرا اهتمامي منذ البداية، حتى إذا كان مملوءً.
هناك بعض العدوانية في كتابات بعض النقاد وعدم احترام لمجرد أنّ أسماءهم يسبقها حرف الدال.
عموماً الكتابات النقدية، عدا استثناءات من المغرب والعراق ومصر، انطباعية وصحافية وتكثر فيها مفردات تمجيد الشاعر أو
الكاتب.
بالطبع النقد في الدول الاوربية والغربية قائم على أحدث المناهج التي تشير إلى مدى تقدم هذه البلدان في مستويات علمية وثقافية أساسها
حرية التعبير والتقييم الحقيقي، الودّي، لأعمال الكاتب والشاعر.
نحن بلدان متخلفة على كل مستوى، ونتاجاتنا لا تختلف كثيراً عن أوضاعنا المأساوية .
■ لاحظنا من خلال قصائدك أنها تلامس كل فرد، تحكي معاناته وهمومه،هل لغربتك التي اخترتها دور في تحويل قلمك إلى كاميرا تلتقط حالات ووجوه يشعر كل منا انه معني بها ويعرفها؟.
ـ الشاعر، الكاتب، يتعامل باللغة، معطىً من قبل التاريخ والكون وكلٌّ يعيد صياغتها وفق حاله، رغباته وأوهامه.
هي لغة الجميع، والشاعر في قلبها ، معا يتضمنان بشكل أو بآخر. ما يهمّ هو الصدق في التعبير عن الحالة أو خلق الأثر، وفي هذا الجهد يرى الآخرون التعبير عن تجاربهم وطموحاتهم.
هناك قول صيني قديم حول كون صفحة واحدة من الشعر تحوي السماء والأرض.
كيف نصل إلى هذا ؟ بالاستمرار، بالإصرار على أنّ الحرية هي أساس الخلق الأدبي والشعري، وما يقوله الشاعر يكمن في أعماقنا.
الجميع في الشاعر، وما يكتبه هو ما في الكل.
الحقيقة أننا، كلنا غرباء في أوطاننا وخارجها.
أنا أُرغمت على غربة إضافية بالذهاب بعيدا جدا بسبب خوفي من الانتقام القمعي لما يعرفه الجميع من ماضي النظام
العراقي الفاشي الذي لم يكن ليهتم إن كان منتقدوه شعراء أو فنانين أو علماء.
وقد قام بإعدام وقتل العديد من الشعراء والكتاب. كنت أخشى أن أصير أحدهم، جثة مرمية في زقاق بغدادي قديم.
ساعدني عدد من أصدقائي كي أنجو من ذلك المصير الرهيب.
■ تعتمد المشهديّة في نصوصك وهذا نراه لصالح قصيدة النثر التي أنت من تعتبر من روادها، هل تتعمد ذلك أم انه يأتي بشكل عفوي وانسيابي؟.
ـ لا اعتمد المشهدية في كتابتي، أفضل الصورة الشعرية بدلاً عنها. الاعتماد هذا يؤدي – في رأيي – إلى فشل تام ويضيع السياق بسببه.
تبدأ بداية بسيطة، مثل:
أن تنظر من الشباك لتجد غيوماً واقفة أمام بيتك وهناك رجل يمشي فيها متجهاً إلى المحيط، والذي يبدو غاضباً لأنّ هذا الرجل نسي زيارة هذه المياه الشاسعة بالأمس، كما نسي أن يعتذر أيضاً. وهكذا بينما أنت في هذه الحالة يرن هاتف جيبك لتسمع الأمّ الميتة ، أمك ، تشكو من آلام الأسنان. تحتار، ما تفعل؟
فتعود إلى غرفتك وتصادف غلغامش يبكي في الطريق لأنه فقد نبتة الخلود.
الانتقالات، التشظي، و المصادفات أساس شعر الصورة.
قصائدي تتشكل حرة ولا أتدخل في السياق إلا نادراً، إذ لا يحق لي ذلك..
الصورة روح القصيدة.
■ برأيك هل استطاعت قصيدة النثر أن تأخذ مكانتها على الساحة الأدبية رغم ما تواجه من انتقادات من قبل المتشددين الذين يتمسكون بكل ما هو تقليدي،ويرون أنه لا يجب التغيير؟.
ـ المتشددون هم في سفينة واحدة مع الرجعية السياسية والتطرف الديني وهذه السفينة تندفع الآن نحو هاوية لا خروج منها.
كم من شعراء العربية الذين يكتبون وفق البحور والأوزان وحتى وفق التفعيلة الواحدة؟
قلة قليلة جداً،
في حين نلحظ الآلاف يختارون القصيدة الحرة من الشروط السابقة في كتابة الشعر.
ربما هناك قلة تعبر عن مهارة فائقة في الكتابة الشعرية الجديدة، لكن هذا بسبب تاريخهم الطويل في تجربة كتابة أشكال سابقة. هذا التجاوز سيؤدي، في رأيي، إلى صيغة الكتابة التي تتضمن أنواعاً كثيرة، أدبية، شعرية وفنية وغيرها.
بشائرها تظهر منذ مدة.
■ أول قصيدة تخطر في بال صلاح فائق أن طلب منه قصيدة له وما السبب في اختياره لها؟.
بينما أنا نائم”
تتناهى إليّ همسات أحدهم
أقوم، أنظر حولي، لا أحد
أنحني من السرير، أجدني نائماً تحته
مرتدياً معطف أبي.”
هذه القصيدة، بما فيها من مفارقة قوية، أحبها أن تصير نموذجاً لشعري المقبل.
بذا، أتوهمُ، بأنني أدخلُ في مجرة السحر تاركاً اللغة ورائي.
■ متى يشعر صلاح فائق أن قلمه غير قادر على العطاء وقريحته الشعرية متوقفة؟.
ـ مواصلة الكتابة، كما اكتشفتُ بعد سنوات من الكآبة والفشل هي سرّ تجاوز كل إعاقة لاستمرار العطاء.
الجسد بأكمله في حالة تحفز لاستدراج المكان الشعري وتحويله إلى صور وقصص وأحداث شعرية.
التوقف، حتى لأيام، سيكون كارثة على الخلق الشعري.
ليس هناك إلهام، وإنما عمل دائب . فالنتيجة مفرحة: (قصيدة).
■ في أي عمر بدأت الكتابة، وهل تتذكر أول نص كتبته؟
أتذكر أنني بدأت القراءة أولاً لسنوات، خصوصاً الرواية والقصة القصيرة التي كتبت عدداً منها، وقد أبهج هذا
صديقي المسرحي وكاتب القصة القصيرة العراقية، جليل القيسي، وكان جاري في كركوك، ثم التقيت سركون وجان
والاب يوسف سعيد والذين أقنعوني بأني شاعر، ولا علاقة لي بالقصة القصيرة.
قبل هذا كله كنت أرسم وأغني أيضاً. كانت تلك سنوات المراهقة.
قصائدي الأولى كانت عن، وحول طالبة كنت أحبها، وقد تعرفت على شاعر كردي كان مدير مطبعة
بلدية كركوك، واسمه عثمان خوشنا، أعطيته تلك القصائد لينشرها في جريدة كركوك وقد فعل.
من المؤسف لم أعد أتذكر تلك القصائد بعد خمسين سنة.
■ في ظل انتشار التكنلوجيا، هل ترى أنّ الكتاب الورقي مازال قادراً على إيصال صوت الشاعر كما السابق أم أصبحت الحظوة للكتاب الالكتروني؟.
ـ نحن أمة لا تقرأ.
هناك طبعاً فئات من المثقفين تهتم بالقراءة لكن هذا لا يكفي، فالشاعر عندنا لا يستطيع حتى بيع ألف نسخة من كتابه في أمة قراؤها على الأقل عشرات الملايين.
أنا أحبّذ النشر الالكتروني للتخلص من الرقابة الحكومية البشعة على الكتب ومن جشع وحيل دور النشر الأهلية والخاصة.
هناك كسل ولامبالاة في تسويق الكتاب، من قبل أجهزة الإعلام الحكومية والناشرين الخاصين. هكذا يتعفن الكتاب الجديد في سرداب.
ملايين من القراء يمتلكون الآن أجهزة الكومبيوتر، ومن خلال الإنترنيت يستطيعون حفظ وقراءة آلاف الكتب مجانا،ً
هذا هو جمهورنا الحقيقي.
■ هل أضافت وسائل التواصل الاجتماعي للكاتب العربي وساهمت بشكل إيجابي في دعمه وانتشاره أم أنّ هناكجوانب سلبية للأمر؟ وهل هذا كافٍ بالنسبة لجيل من الكتابوالشعراء يحاول أن يثبت نفسه من خلال فضاء افتراضي حرلم يوفره له الواقع الدي تسيطر عليه مؤسسات ثقافية فاسدةتقتل المواهب؟.
ـ هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة هي مجرد إمكانات يتيحها تطور العلم في حقول كثيرة، فالأمر يتعلق بالكتاب والشعراء
العرب أنفسهم إذا أرادوا الاستفادة من هذه الامكانات الجديدة لتغيير ودعم مجهودهم الابداعي.
عدم الاستفادة لأي سبب كان، هو الموقف السلبي، وأعتقد أن هذا الفضاء الافتراضي فرصة كبرى للشعور بالحرية أولاً، والتعبير عنها بشجاعة، بعيداً عن بؤس الواقع العربي ، بكل مستوياته ، خصوصاً في مجال الكتابة والفنون، في حركة للنضال ضد مؤسسات تسمى ثقافية، هي مراكز قمع ومراقبة، لخدمة أنظمة الطغيان.
هذا النشاط المناضل، (الضد) ، سيعزل هذه الجهات البوليسية في حقول الثقافة والفنون بمرور الزمن ويجعلها مجرد عوائق
لا أهمية لها.
■ كلمة أخيرة كرسالة للكاتب العربي، ولشاعر قصيدة النثربالتحديد، عندما يكتب ما الذي عليه فعله ليكون متفرداً ويقدم
شيئاً جديداً ومختلفاً عن الاخرين؟.
ـ نحن لسنا نسخاً عن الآخرين، لنا تجربتنا حياتياً وتعبيرياً أو هذا ما ينبغي أن يكونا عليه. علينا أولاً التخلص من الرقيب
الداخلي الذي زرعته في دواخلنا مؤسسات تعليمية، قمعية، منذ الطفولة، إضافة إلى مساهمة الأسرة والمجتمع الجاهل
والمتخلف في ذلك.
ثم هناك الإعلان عن القطيعة التامة ضدّ الأساليب البالية، القديمة، في التعبيرات الشعرية والفنية،. علينا الإخلاص لتجاربنا الخاصة، والاغتناء بتقدم هذا العالم الذي يحيطنا، والتعلم من المتقدمين في مختلف الحقول والإنجازات الأدبية والشعرية.
بدون هذا كله، سنبقى متخلفين لألف سنة أخرى.