ناصَبتُ أياماً وَلَّتْ فَكيفَ تَعودُ
تَستَفيضُ ذَهاباً في الأمَدِ تَرودُ
فلا الآنَ يُسليني ولا الغَدُ يَرويني
بوارِقٌ تَسكُنُ الأحلاكَ ورُعُودُ
وقائلٍ قد يُفرِجُ الكُربَةَ عَنكَ
ورُبَّ كلامٍ في الحِيرَةِ ودودُ
وعيدٌ في بارقِ الأملِ يَأتيكَ
وفي رَحَى الأرضِ كَثُرَتِ الصُّدُدُ
لقد طَاحَ الزَّمَنُ بأكداسِ الأدهارِ
والدُّنيا قيامٌ وقعودٌ وركودُ
سَلاَ كلَّ ذي عِلمٍ ضَليعٍ وناقِدٍ
لِمَ الدُّنيا تَبخُلُ وبالخَيرِ تَجودُ
وكَم مِن عِللٍ ذَرَّتها يَدُ الأقدارِ
وتُبنى على الصُّلحِ بَعدَها العُهودُ
تَلتَقي الأحوامُ في رَبيعِ الأعوامِ
والشَرُّ لـو اِستَبَدَّ عَنها تَذودُ
تُرسِلُ صَيحاتِ الأَمَلِ في الأرجاءِ
ولا يأخُذُها الى الخَوفِ مَردودُ
تُعطيكَ في عُمقِ المَعرِفَةِ اِخطاراً
وكَيفَ الحَزمُ في قَرَارِها يَسودُ