أخبَروني البارحة
أن الشارع الذي إلتقَتْ فيه نظراتُنا لأول مرّة
قد أصابهُ الصرع.
الجيران في الأشهر الثلاثة الفائته
كانوا يشعرون بهزّاتٍ خفيفة
وبعضُ الإختلاجات تصيب الشارع في وقت الظهيرة.
ذاتُهُ التوقيت الذي كنتِ تخرجين فيه من منزلكِ
والذي كنتُ أنا فيه
أقفُ كجنديٍ نشيط مٌنتظراً مروركِ
إلى هنا لم يكن الأمرُ برمَّتهِ يثيرُ اهتمامي
لكن مُخبري قال وهو يلهث
أن الأمر ازداد سوءاً البارحة
وأن جميع سكان المدينة لم يَنَموا حتى الآن
جُنَّ جنون الشارع…!!
وبدأ يبتلعُ كل ما عليه
سيارات
أشجار
أرصفة
محلّات
مارّون
وحتى العجزة الجالسين أمام المنازل
لا يدري الجيرانُ هنالك
ما الحل مع شارعٍ جُنَّ لغيابنا عنه
يقولون أن أمرهُ مُحزنٌ حقاً
فأنتِ لاتخرجين إليه
وأنا مٌغتربٌ عنه
أيضاً، لا يدري الجيرانُ هنا
ما الحلُّ معي
أنا يا صغيرتي، شاعركِ
الذي جُنَّ لأنه لا يستطيعُ الوصول إليكِ
يقولون أن الشِعرَ خرَّب عقلي
ويقفون حائرين أمامي
وأنا أبتَلِعُ السجائر
والفودكا
والروايات المُترجمة
والزجاج المكسور
ومضادات الإكتئاب
أما جيرانُكِ
فلا يدرون ما سرُّ هدوئكِ
وأنت تُسرّحين شعركِ الطويل بكسلٍ أمام المرآة
أحقاً لا تشعرين
ياصغيرتي
بما يعانيه شاعرٌ وشارع
لا يستطيعان مُلامستكِ؟