لِأيِّ جُرحٍ بروحي يكتبُ القلمُ
وأيُّ صوتٍ بصوتي راحَ يَضّطَرِمُ
أمِنْ فِلسطينَ فيها ألفُ ثاكلةٍ
وقد تناستْ جوى أوجاعِها النُظمُ
وفي رُباها رَبا الشُبَّانُ في كبرٍ
وفي الصبايا بَغى من حقدِهِ قزمُ
يا لَلْعراقِ وسادَ اليومَ جَاهِلُهُ
وفيهِ تَجري الدِما والغِلُّ يَحتَدِمُ
صارتْ إلى الموتِ في دستورِهِ صلةٌ
وراحَ يعلو بأعلَى نَخلهِ علمُ
والطائفياتُ قامتْ في قِيامَتِها
والذبحُ والسلخُ والتَكفيرُ والألمُ
ويا دمشقُ سعيرُ النارِ يَأكلُها
والجوعُ والظلمُ والتشريدُ والعدمُ
وفي طرابُلُسٍ نَكباءُ مُظلِمَةٌ
وقدْ تشامخَ في ساحاتِها الصَنمُ
وغزّةُ العزِّ فيها صاحَ صائِحُها
بها تهاوى على أركانِهِ الهَرمُ
وتلكَ صنعاءُ ما عادتْ بخضرَتِها
وﻻ السعيدُ بها بالفخرِ يَبتَسمُ
عمَّ الخرابُ وجالَ اليومَ جولتَهُ
وساسةُ الدين زَيْفاً مَنْ بِها جَثَموا”
أنا المعبأةُ الأوجاعِ يا وجعي
لأنّني لم أجدْ بِالعدلِ مَنْ حَكَموا
وأنّني لم أجدْ من صاحَ يا وطني
وخيلُهُ عندَ بابِ اللهِ تَزدحِمُ
فكلّهُمْ كلّهُمْ أسرى رغائِبِهِمْ
وكلّهُمُ ببني صِهيّونَ يَعتصِمُ
وصوتُ لبنانَ فيهِ الحقَ قدّ قَتَلوا
بهِ الجمالَ وروحَ الحبِ قد هَدّموا
تَحزَبوا كُتَلاً واسْتَعصَموا سَفّهاً
وكُلُّهُم كُلُّهم في طَبعِهم خَدَمُ
عاشَ الجميعُ وعاشتْ أمةٌ سَقَطتْ
بالوحلِ والعارِ فالتاريخُ يَنتقمُ