وفى النهايه لا يوجد أحـن من الله على قلوبنا سيدبرها الله لك من حيث لا تدرى

جريدة آفاق حرة 

مقال للرئيس محمد نجيب عام 1953م – وهو يشغل منصب رئيس الجمهوريه – يمجد فيه عبد الناصر – واتشرف بنشره نقلا عن مجلة الهلال الصادرة فى ديسمبرعام 1953م صفحة 14/16 وهذا عنوان ونص المقال
نمر الثورة ( جمال عبد الناصر )
عرفته فعرفت فيه صفاء النفس وخبرته فلمست فيه ما وراء الحس وعركته فأدركت فيه من الخصائص ما لم يتوافر الا فى النفوس الكبار
هو رجل عسكرى بقامته المديدة وقوامه الرياضى وهو شجاع الى ابعد حدود الشجاعة وصريح ما وسعته الصراحة ومثالى فى فدائيته اذا تطلب الوطن بذلا وفداء – وكثيرا ما يتطلب وهو يفنى نفسه فى الجماعة ويحتجب دائما وراء الظلال ليعمل فى صمت ويوجه فى أناة وصبر ولايذكر نفسه اذا ذكر الناس أنفسهم ولايتطلع الى شىء بقدر تطلعه الى الخير العام للصالح العام
وليس فى خصائص جمال عبد الناصر من النمور الا قوة صفاتها بل صدق ثباتها فهو يرضى كل شىء الا أن يرى بلاده تهوى بها عناصر الفساد وتسىء اليها عصابات السوء وعندئذ ينقلب الانسان الحليم الوديع ( نمرا ) هائجا لايتقهقر فى وثبته ولايضعف فى هجمته
وقد تعلم جمال عبد الناصر فى مدرسة الوطنية الشىء الكثير 00 تعلم أن حق الشعب لن يضيع مهما طال عليه الامد وأن ليل الظلم قصير وان طال كما تعلم أن مصير الطغاة الى زوال
ومدرسة الوطنية تعلم الناس من دروس الحياة ما لم يتعلموه فى المعاهد 00 تعلمهم أن شريعة الحياة عدل وقصاص وأن الآثم مهما أثم وتوارى خلف الاستار سوف يتحلل أثمه وينصهر كما تصهر المعادن فى النار
ونمر الحركة لايهدأ له بال فى نهضة الاصلاح فهو أبدا يتطلع الى الافق البعيد ولايرضى لنفسه حياة غير حياة الكفاح وكيف يرضى النمر حياة الهدوء والاستقرار وقد هدم الطغاة العرين بعد أن عاشوا فى الناس عيشة المفسدين وضربوا أسوأ الامثال للحاكمين والمحكومين
ولو كان هذا العرين عرين جماعة بذاتها وملجأ طائفة بعينها لما شقى جمال عبد الناصر ولكنه عرين أمة وبناء شعب كان ينشد الخير من راعيه فاذا بالراعى يستبد برعيته ويشيع الفساد فى أمته ويتخذ من التاج وسيلة لاغاية ومن الولاية مغنما ليس له نهاية دون أن يرعى حق الفقير أو كرامة الكبير
والنمور فى دنيانا تعتز بالقوة التى لاتهدأ والبسالة التى لاتدرك والوثبات التى لاتخطىء وهى تنطلق من وثبة الى وثبة ومن نهضة الى نهضة بعد أن تمثلت فى رجال الجيش الذين وثبوا وثباتهم الوطنية التى سيسجلها التاريخ لهم فى صفحاته لتصل مصر الى مجدها وعزها ومكانتها المرموقة
والنمور المصرية تشيد اليوم البناء الذى تهدم وهو بناء جديد فيه كل خصائص المجد التليد بناء يشمخ بأنفه نحو السماء لانه يتخذ من الطهارة سندا ومن الحق عضدا 00
وليس فى حياة نمرنا جمال عبد الناصر وقت للفراغ فهو أبدا مشغول بالواجبات الوطنية الجسام التى ألقى العهد الجديد أعباءها عليه ومن أجل ذلك يواصل السعى ليل نهار حتى نصل بنهضتنا الى غاية الاستقرار
وايمان جمال عبد الناصر بكفاحه يزداد كل يوم قوة على قوة ورعاية فوق رعاية لانه رجل لايرضى بأنصاف الحلول ويأبى الا أن يظفر بحقه الكامل اذا طلب اليه أن يستخلص حقا من الحقوق أو يعالج مشكلة من المشاكل
ونمر الحركة نسيج وحده فى تفكيره فهو لايرتجل أبدا وانما يدرس كل شىء ويقدر كل احتمال وان له من اختياره وادراكه لدقائق الحياة ما يجعله يحرص على أن لا يضع قدمه الا اذا قدر موضعا لخطواته ومن أجل ذلك أحترمه من يعرفه واشتاق الى معرفته من لايعرفه
وقد ظل النمر على تواضعه وانكاره لذاته الذى عرف عنه قبل أن ينبثق فجر الحركة المباركة التى أنقذت البلاد من الطغيان وارتفعت بكرامتها من الحضيض وطهرت الحكم من الفوضى والفساد
امضاء محمد نجيب
فهل نصدق الرئيس محمد نجيب وهو على قمة السلطه ام نصدقه بعد عزله من السلطه

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!