تجرك اللجج
توغلك في البياض
تخلع لها جسدك المشحوذ بالغربة
تستحيل فرس نهر متعب
جسدك يا أناي الطاعن في
الأعلى …
بحثا عن وطن يقف بين عينيك
تضيعه كلما أستدار نحوك
ويضيعك كلما استدرت
أحمد دحبور
*****
القراءة
هنا يتجاوز الشاعر ذاته و واقعه ليدخل باب النص المشحون بالرؤى و المفاهيم التي قد يتوه القارئ عنها و يعجز عن استنباطها، فهو يغزل بلغة تتجاوز حدود الإدراك، لغة تأخذنا لعالم ذاتي عميق غير مستنبط وغير محسوس، عالم اللامدركات الشاسع بكل مفاهيمه الممنطقة بطريقة لا منطقية ولا عقلانية عالم تغلب فيه مشهدية اللامعقول الذي يطغى على العقل بل و يؤسس لسلطة المشاعر المتأججة التي تأتي في هيئة *لجج* تأخذ الشاعر من نفسه توغله داخل البياض..
يسرد النص بلغة عميقة ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ، ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻓﻲ غاياتها ، ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﻓﻀﺎء ﺍلذات وباطنها العميق، تصور واقع الشاعر المر الذي تتمركز فيه الغربة ويكون فيه الغياب فكرة رئيسية وإن كانت غير ظاهرة، يحاول الشاعر قدر الإمكان عدم التطرق إليه بل يتجاوزه إلى الحديث عن الغربة والتيه بلغة رمزية .. كل هذه الأشياء يصوغها بطريقة سحرية يسرج فيها الخيال معتمدا على تجربته الأدبية التي تؤهله للكشف عن تجليات الروح التي تتصارع مع نفسها ومع الواقع.
فهو لم يتعمد الكتابة بطريقة مبهمة يغيِّب فيها الدلالة، بل اختار التعبير عن طريق الرمز لأنه أعمق و أوسع وفيه من الإمكانيات الكثير للتعبير بيسر و عن طريق المشهديات التي تصور كل ما يتأجج داخل الذات الشاعرة من معاناة يحاول الشاعر قدر الإمكان إخفاءها وعدم الخوض فيها. و بهذه الطريقة يغيب الموضوع فلا يستطيع المتلقي الوصول إليه دلاليا إلا باستعمال آليات البحث و التأويل، يقول عباس عبدالحليم عباس في كتابه *مواقد الشعر* وهو عبارة عن تأملات في الخطاب الشعري العربي المعاصر
بأن من مظاهر لإبهام، مظهر الغياب الدلالي الناجم عن عدة أسباب أهمها غياب الموضوع، الشيء الذي ينجم عنه صعوبة استنباط الدلالة فلا يعرف المتلقي عما يتحدث الشاعر ولا فكرته الأساسية و هذا يعني غياب أهم إضاءة يستدل بها المتلقي على فهم النص وكشف أبعاده الدلالية. وقد يحاول الشاعر خلق تأثير شعري، وهذه الفكرة بدأت بالظهور مع الرمزية حين أنكر بعض الفلاسفة أي وجود للأشياء الخارجية فهي في نظرهم صور ذهنية تنعكس في مداركنا عن هذه الأشياء التي لا تستمد وجودها إلا من هذه الصور الذهنية التي لدينا عنها أفكار سابقة. يستمر عباس عبد الحليم عباس في القول إلى أن يصل إلى تساؤل هام مفاده، كيف للغة كما يتساءل الأدباء والشعراء الرمزيون القدرة على نقل الأشياء إلينا؟ فهي لا تعدو كونها رموزا لهذه الأشياء وعلى هذا فاللغة لا تنقل معانى محددة وإنما توحي، والأدب لا يسعى إلى نقل المعاني والصور المحددة إنما يسعى إلى نشر العدوى ونقل حالات نفسية من الكاتب إلى القارئ أو الإيحاء بها.
قد لا تكون هذه الكتابة تجربة عقلية بقدر ما هي تجربة إبداعية نفسية استرسل الشاعر في كتابتها بطريقة فنية يختزل فيها معاناته وآلامه في فضاء مفتوح على المطلق، يطلق فيه العنان لمشاعر تكتبه و تتحدث عنه وتصوره بطريقة تجسد شدة العذاب الذي تحسه الذات الشاعرة، فالألم عنده يصبح مطلقا لا ينتهي ولا يزول وإحساسه بالتيه والغربة عن الوطن يجعله يحس بالثقل و بنوع من الإحباط، فهو لم يختر *فرس النهر Hippopotamus amphibius * (الاسم العلمي له) إلا لأشياء جمعت بينهما، أولا ثقل الهم والألم الذي يحبطه ويثقل نفسيته، كينونته وجسده يجسده في ثقل هذا الحيوان الذي قد يصل إلى 1600 – 4500 كيلوجرام وأيضا هذا الحيوان معروف بفتح فمه باستمرار، الشاعر ربما يقصد من فتح الفم عاليا هو صراخه المستمر لكن لا أحد يسمعه أو يصغي له.. ،
وكذلك فهو شبه مائي يستوطن البحيرات والأنهار و يقصد الشاعر بهذا قدرته على العيش بأي مكان وتحت أي ظروف..
ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ “ﺗجرك” ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ النص ﻟﻪ رمزيته ومدلوله الذي يؤثر بنفسية الشاعر، وﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﻌﺒﺮﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻱ الذي يعيشه الشاعر بمعنى أن الأشياء و الأمور تجرُّ بعضها وتجره أيضا تجعله مسير وغير مخير في تحديد مصيره و تحقيق رغباته و ما يصبو إليه من أشياء يسعى إليها… بل تجعلنا نحس أن الزمن وإن لم يفصح عنه الشاعر في تسارع مستمر يأخذه نحو النهاية، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍ ﻛﺄﻧﻪ لُجج متلاطمة ، فتطور الأحداث تثير فيه القلق والتوتر، تجعل مخاوفه تزداد بازدياد البعد عن الوطن..
تجرك اللجج
توغلك في البياض
تخلع لها جسدك المشحوذ بالغربة
هنا يقف الشاعر عاجزا، فاللجج تجره جرا يصبح بدون حول ولا قوة، و”اللجج” ليست سوى الأحداث ومجرياتها على أرض الواقع تكبله وتجعله ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻮﻫﻦ ﺍﻟﺬﻱ يحس به.. يصبح غير قادر على المقاومة، لكنه لا يقبل الواقع.. فدلالة الفعل “أوغل” ترسم دائرة التيه التي دخلها ولم يستطع الخروج منها، فهو لم يستعمل الفعل “أوغل” إلا للتعبير عن كون تلك اللجج تأخذه بعيدا تدخله عمق البياض. و هذا البياض لا يعبر عن الصفاء والطهر والنقاء كما هو متعارف عليه بل يعبر عن ضبابية النفس و تيهها عن ذاتها. هكذا هو يكتب بلغة تهدم المفاهيم السابقة و تأتي بأخرى عميقة تحول نقاء البياض وصفاءه إلى ضبابية وقد تصبح سوادا، هكذا يتغير عنده المفهوم القبلي للأشياء، فالأبيض يظل أبيضا لكن عند الشاعرهو ليس أبيض و ليس نقيا بل ملوثا بتلوث واقعه.. هذا التوغل يجعله تائها، يتيه عن نفسه، عن ذاته وعن أناه.
والشاعر بقدر محاولاته التملص من الواقع وﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، بقدر ما يتوغل داخله، بل ويجعل القارئ يتوغل معه فيجد نفسه سجينا بين الحروف داخل دائرة التيه التي أحكمت الظروف إغلاقها فأصبح من الصعب التحرر منها…
ﻳﺘﺠﻠﻰ النص ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ الدفعة في الأفعال “تجر – توغل” فهي توحي بتلاطم الأحداث التي لا يفصح عنها الشاعر مما يعكس تشظيات الذات وتيهها وانعكاساته (أي التيه) على ذﻫﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ونفسيته، هذا الأخير الذي يرفض الهزيمة و الإذعان. فهو دائم البحث عن نفسه وعن وطنه.. فنفسه ضاعت منه منذ ضاع وطنه. قد يستمر في العيش و يبدي الإستسلام لكنه يضمر صراعا ﻳﺤﺘﺪﻡ ﻓﻲ الذات وإرادة ترفض الوهن كلما زاد الإحباط تواصلت الخيبات..
شاعر يبحث عن نفسه يحاول ايجادها و الإبتعاد عن كل الأفكار التي تشتت تفكيره، لكن عبثا يحاول إلا أن هذا الإبتعاد المتعمد يترتب عنه التوغل أكثر في التيه و الإبتعاد عن الذات، يسيطر عليه الشعور بالغربة الذي يترجم كل مشاعر الخوف والقلق، والإحساس بالضياع.
تجسد ﺍﻟـ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪ أحمد دحبور اﻟﺼﻌﻮﺩ ﻭﺍﻹﺭﺗفاع ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ بحثا ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻓﻴﻪ حريته ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﺴﻼﻡ ، ﻓﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ يراها ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻫﻴﺪﺟﺮ ﻫﻲ قدرة ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ حيث ﻫﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ. فهي عند أحمد دحبور الإرتقاء والبحث المتواصل عن وسيلة للعودة للوطن. وﺍﻟـ أنا ﻋﻨﺪه تتجسد في إيمانه ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ وبالكرامة، فهو بعيدا عن وطنه يحس بأنه سجين، مقيد، يحس أنه ضائع، فهو من خلال هذا النص يعلن أنه ليس هو وأنه آخر غيره وهو في بحث دائم عن نفسه وعن أناه، هذه اﻟـ ﺃﻧﺎ التي تسبح ﻓﻲ دائرة ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ.. ﺗﻌﻜﺲ ﺭﺅﻳا ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ يدرك أن الإنسان بلا وطن ضائع، هذا الشاعر اﻟﻤﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻏﺘﺮﺍﺑﻪ وآلامه يحاول من خلال الكتابة التنفيس عما بداخله. فالموهبة الشعرية عنده ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻀﺎء واسعا تتألق فيه روحه وﺗﺘﻮﻫﺞ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ والوجدانية فيعبر عن ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﺍﻷﻣﻞ، ﺍﻟﻘﻠﻖ، ﺍﻟﻴﺄﺱ.. وربما ﺍﻟﺨﻮﻑ.. وﻫﻲ ﺣﺎﻻﺕ تؤسس لعالمه ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟفسيح الممتد بينه وبين فعل الكتابة الذي يفصح بواسطتها عن حزنه وعن ﺘﻮﻏله داخل الأشياء *البياض نموذجا* وﺣﻴﻦ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻏﻞ ﻧﻤﺴﻚ ﺩﻻﻟﺘﻪ اﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻓﻲ قوله : ” توغلك في البياض” البياض كما سبق وقلت لا يمكن أن يكون صفاء بل قد يعبرعن الموت والحداد وقد يقصد منه الشاعر ضبابية الرؤية، وتعتمها بمعنى التيه داخل الضباب. وهذه الدلالة جاءت ﺑﺼﻴﻐﺔ فعل التوغل ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﺴﺎﺭﺍ بعيدا ﻳﺘﺠﻪ ﺑﻨﺎ ﻧﺤﻮ عمق الذات، وتعبر أيضا عن محاولات ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ المستمرة ﻓﻲ البحث عن نفسه والتوغل ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ، ﻓﻬﻨﺎﻙ “أي في فضاء الشعر والكتابة” يجد أناه ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺸﻜﻞ ﻟﻪ ﻛﻮﻧﺎ فريدا يستجمع فيه قواه في محاولة منه للتغلب على اليأس والخروج من دائرة التيه منتصرا على الإحباط والوهن .
وفي ردة فعل منه لهذا التوغل لا يجد سوى جسده المشحوذ بالغربة لخلعه، فهو الآن يعيش بلا روح، جسده هنا وروحه هناك بوطنه مع أهله وأحبائه،هو يستغني عن هذا الجسد المثقل بالغربة .. هو هنا اختار الفعل”تخلع” ولم يقل تنزع، تزيل.. لأن الأولى عميقة و تعني التجرد من الجسد بل وزاد الشاعر على ذلك بقول: “تستحيل فرس نهر متعب” هو لم يخلع جسده فقط بل تحول إلى فرس نهر قابل للعيش بأي مكان وتحت أي ظروف ..
جسدك يا أناي الطاعن في الأعلى …
بحثا عن وطن يقف بين عينيك
تضيعه كلما أستدار نحوك
ويضيعك كلما استدرت
هذه الـ أنا تخترق البياض ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎء، تطمح للأسمى، تحاول الإرتقاء للأعلى، فهي ليست انهزامية ولا تقبل بالإحباط وإن استبد بها اليأس..
فصمود الشاعر اللاﻣﺘﻨﺎﻫﻲ وسعيه للتحرر من القيود بحثا عن ذاته و عن وطنه يعكس الوعي عنده، لذلك كان محور هذا النص الأنا وعلاقتها الوطيدة بالوطن. ﻭقد اعتبر العالم النفسي الألماني كارل جوستاف يونك أن ﺍﻟـ ﺃﻧﺎ هي ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ.
يظل شاعرنا يأمل لكن أمله في العودة إلى وطنه ضعيف جدا، لهذا ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺬﻻﻥ واﻟﺨﻴﺒﺔ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﻞ، يدخلنا معه متاهة الغربة والإغتراب يسجننا معه داخل دائرة التيه التي يدور داخلها في خط دائري مستمر وغير منقطع.. ينفي نفسه ويخبئها بين الكلمات وتحت السطور. يحقق فعل التقمص ليبدو بهيئة فرس نهر مهدد بالإنقراض غربوه عن بلاده و أخذوه لأدغال أخرى لا يهم عاش أو لم يعِش..
النص بالنسبة للشاعر هو ﺍﻟﻤﻼﺫ ﻭاﻟﺨﻼﺹ وإن ظهر اليأس في النهاية إذ يعلن الشاعر عن أناه التي تضيع بجميع الحالات والوطن نصب عينيها إن أستدارت تضيِّع الوطن، وإن أستدار هو نحوها يضيِّعها..
إنه يطمح لمستقبل يجد فيه أناه ولا يتوه عنها برسم خط جديد له يستعيد فيه حريته ويعود لأحضان وطنه.
وقد صور إلبرت شفايزر (Shwizer Albert) أحد أبرز المفكرين الغربيين،الأزمة الراهنة للحضارة بقوله: “ليس خافياً على أحد أننا نعيش عملية تدمير ذاتي حضاري. وما بقي منها لم يعد في مأمن … لقد اضمحلت القدرة الثقافية الحضارية للإنسان الحديث، لأن الظروف التي تحيط به تسبب اضمحلاله ودماره
النفسي. وبذلك أصبح البشر، وخاصة في الدول النامية، يغذيهم شعور مزدوج بالقهر والاضطهاد والاستغلال، لأنهم ضحية الاستغلال والتردي الداخلي لدولهم من ناحية، والاستغلال الخارجي من ناحية أخرى. وقد انعكس هذا الشعور على أنماط
العلاقات الإنسانية في حياتهم، مما أدى إلى تشوه علاقة الأنا بذاتها، وتشوه علاقاتها بالآخر.”
كتب أحمد دحبور ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ وظف فيه الرمز بشكل جمالي منسجم، واتساقه الفكري مما ساهم في تعميق الدلالة والإرتقاء بشعرية النص متكئا على مجموعة من الصور ﺗﺨﺘﺰﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ المزري ومعاناة الشاعر التي تتمثل في تجريده من كل شيء حتى من ذاتيته واغترابه عن وطنه وعن نفسه، جسَّد العمق الإنساني في نموذج الفلسطيني المسلوب الحرية والبعيد عن وطنه..
ربما قد استطعنا الكشف عن بعض من معاناة شاعرنا أحمد دحبور لكن السطور تخفي الكثير، إذ نحس أنه مثقل ﺑﺎﻷﺳﺮار الشيء الذي يدفعنا للتساؤل عن نوع كتاباته وماهية اللحظات الخاطفة التي تأخذه من نفسه و تجعله يكتب بهذه الطريقة الإبداعية المختزلة والمكثفة في آن واحد.