يا جارة الحي ماللحي قد أمسى
يبابا لا حي فيه يرثي لحالي
يا جارة الروض جف الروض
فصار بلا قلب بألمي يبالي
والليالي ما أقسى الليالي كسيحات
الخطى تجثو على صدري كالجبال
أتلو تراتيلي فتطفو تباريحي ثقالا
وقلبي المحزون ينوء بحمل أثقالي
……….. ………… …………
هجرت ثرياتي سمائي وانطفأت
مصابيحي وما أمست بنور
كل الكواكب والنجوم تباعدت
ما رأيتها في الأفق تدور
وكأن الصبح في بعادك لن يجيئ
والليل قاسي الظلام ضرير
والأرض جامدة ليس عليها
إلا موات لا تجد لهم قبور
………….. ……….. ………….
يا جارة الحي ضاق الصدر بما حوى
من غربة النفس وروح تضيق
يا مر كأسي من عذابات النوى
وغريب بعد سناك ضل الطريق
وفؤاد بجنبي تلظى واكتوى
أشعل البين فيه ألف حريق
وكأن بيني وبين عثرات الخطى
من ألف عام عهد وثيق
…………… ……… …………..
يا سويعات من صفاء مررن
بي كأنهن حلم عابر
يا ذكريات تروي ما جف
من أيامي يا زاد المسافر
يا لحظة من نعيم عشت فيها
مضت وأبقت لي صمت المقابر
كل الأزقة والدروب تيتمت
حتى الثرى يبكي شوقا لهاجر
………… ……… ………..
أصغي إلى قلبي وحيدا واهن
النبض يملؤه الأسى والألم
أرنو إلى كأسي لهيب زائغ
أشرب منه اللظى والحمم
شاءت مقاديري فراقا موجعا
أسكر اللحن بأحزان النغم
يا جارة الحي ماللحي قد أمسى
بدون لقياك موصول الغمم