عكان – آفاق حرة
كتب:أسعد العزوني
في محاضرة ببيت الثقافة والفنون حول صفقة القرن
أوامر أمريكا مطاعة في المنطقة بسبب العمالة والضعف
كوشنير عراب الصفقة وهو صهيوني متعصب توراتيا
دول الخليج ستدفع كلفة صفقة القرن
السعودية تنازع الأردن في الوصاية الهاشمية
دول الطوق هي من تقرر مصير صفقة القرن
الأردن وفلسطين أساس إنجاح أو إفشال الصفقة
أنيط بترمب تنفيذ صفقة القرن وبدأ بالقدس والجولان
عوامل فشل الصفقة كثيرة وفي مقدمتها المقاومة والإستنزاف
مطلوب من الأردن إعادة النظر في علاقاته الخارجية وتقنينها مع دول الخليج الداعمة للصفقة
السلطة مطالبة بوقف التنسيق الأمني مع الإحتلال وإنهاء الإنقسام
أعرب سعادة النائب د.طارق خوري عن تفاؤله بإفشال صفقة “صفعة “القر ن،وقال في محاضرة بمنتدى بيت الثقافة والفنون في عمّان مساء السبت ،أن واقع الدول العربية الراهن جعلها خارج دائرة صنع القرار ،وباتت نهبا للنزاعات الطائفية والمذهبية،مما فاقم في خسارتها للأرواح والممتلكات،مؤكدا ان أمريكا ليست وسيطا نزيها أو محايدا ،بل هي منحازة بالكامل للكيان الصهيوني ،كما أكد أن أمريكا والكيان الصهيوني يزدادان قوة سياسية وإقتصادية.
وأضاف د.خوري أن دولا وقيادات عربية تتعامل مع أمريكا كوسيط نزيه إما ان يكون ذلك خوفا أو إستخفافا بعقول شعوبها،وهذا ما جعل أوامر أمريكا مطاعة في المنطقة بحكم العمالة والضعف ،علما أن أمريكا لا حليف ولا صديقا دائما لها ،بدليل تخليها عن عميليها الذهبيين في المنطقة وهما شاه إيران المقبور وحسني مبارك المخلوع.
وإستهجن د.خوري من إستقبال الدول العربية للصهيوني المتعصب توراتيا جاريد كوشنير، الذي أنيط به العمل على تسويق الصفقة بدعم ومباركة من حلفائه من المراهقة السياسية في الخليج،لافتا ان صفقة القرن تشطب القضية الفلسطينية وتهدد الأردن الرسمي والحكم الهاشمي والوصاية الهاشمية ،كما لفت أن أمريكا باتت تروج لشراكة سعودية -أردنية في الوصاية على المقدسات العربية في القدس المحتلة بعد فشل السعودية في إنتزاعها من الأردن.
وكشف النائب خوري أن دول الخليج ستدفع كلفة هذه الصفقة التي تعد أخطر من إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948،مؤكدا ان الصهاينة يريدون التطبيع مع العرب ،ويفضلونه على عقد معاهدات وإتفاقيات السلام،كما أكد أن تطبيع دول الخليج هو التطبيع الأخطر .
إلى ذلك اوضح النائب خوري أن المقاومة العربية وحرب الإستنزاف ضد الكيان الصهيونية كفيلان بإفشال صفقة القرن التي تشرعن الإحتلال وتوفر له الغطاء الأمني ،مشيرا إلى أن دول الطوق العربية هي من تقرر مصير صفقة القرن ،وأن الأردن وفلسطين على وجه الخصوص عليهما الإعتماد الكبير في ذلك.
وقال النائب خوري أن معاهدات وإتفاقيات السلام روجت لثقافة الإستسلام في العالم العربي ،وغاب عنهم أن إرادة الشعوب هي الأقوى وهي التي تحسم الأمور في نهاية المطاف.
وبخصوص ورشة البحرين التي تروج لصفقة القرن إقتصاديا قال النائب خوري أنها المدماك الأول في بناء صفقة القرن ،وهي الخطوة الأولى في هدم القضية الفلسطينية ،وتدعو للحل الإقتصادي.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي ترمب الذي أنيط به تنفيذ صفقة القرن ،بدأ بالقدس ونقل السفارة الأمريكية إليها بعد إعترافه بها عاصمة أبدية موحدة للكيان الصهيوني،وإنتقل بعد ذلك إلى إنهاء حل الدولتين الذي نرفضه أصلا،ومنح الجولان السوري للكيان الصهيوني وإسقاط حق العودة الذي نطالب بتغيير المصطلح ليصبح حق التحرير والعودة ،كما غض الطرف عن تزايد عدد المغتصبات الصهيونية على أرض فلسطين ،وأغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن،وأوقف المساعدات الأمريكية عن وكالة الغوث التي أنشئت أصلا للتهدئة،وأوقف المساعدات عن مستشفيات القدس .
وقال أيضا أن هناك مقاومة مشرفة لصفقة القرن ،ولذلك فإن فشلها بالنسبة لنا هو أقرب من نجاحها ،مضيفا أن هناك إجماعا فلسطينيا على رفضها ،إضافة إلى رفض دولي وإقليمي لها ،لإيمانهم بحل الدولتين ،كما أوضح أن ضعف أمريكا في مجلس الأمن بسبب القطبية الجديدة وظهور الصين وروسيا قوتين منافستين لها ، يعد سببا آخر من أسباب فشل صفقة القرن،ناهيك عن إشتراط البعض موافقة الفلسطينيين على الصفقة كي يوافقوا عليها ،ولم يغفل ضعف مواقف أصحابها الرئيسيين وهم الثلاثي ترمب والنتن ياهو وبن زايد،وفشل النتن ياهو في تشكيل حكومة ،الأمر يجعل الصفقة بحكم المؤجلة ريثما يشكل النتن ياهو حكومته ويتوفر برلمان في الكيان الصهيوني كي يوافق عليها .
وتابع النائب خوري مستعرضا أوجه فشل صفقة القرن ان عجز معسكر العدوان في سوريا عن تقليص دوها الإقليمي أسهم في إفشال الصفقة،وكذلك تنامي قدرات محور المقامو العربية في فلسطين ولبنان ،وردة الفعل الأردنية –المصرية بعدم التعهد بتوفير التسهيلات اللازمة لإنجاحها ،وإقرار الصفقة لموضوع الوطن البديل وتسليم سيناء للفلسطينيين ،إضافة إلى تركيزها فقط على المصالح الصهيونية ،ناهيك عن بسالة الجيل الفلسطيني الجديد .
وبخصوص تداعيات فشل الصفقة على الأردن وفلسطين قال النائب خوري أن على الأردن إعادة النظر في بعض علاقاته الخارجية وتقنينها مع دول الخليج الداعمة للصفقة ،في حين ناشد السلطة الفلسطينية بتبريد التوتر الفلسطيني وحل الخلافات وإنهاء الإنقسام ووقف التنسيق الأمني مع الإحتلال.