ما زال
يُدرِّب الخناجرَ على الصدأ
ويقايض العواصفَ بالمكتبات
ويقشّر العيونَ بوجع اللؤلؤ
ما زال
يَحطب شجرَ الحرب بمعلقة زهير بن أبي سلمى
وينثر حنطةَ قميصه فتسقط أنيابُ الوحوش بهدوء
كلُّ بيضةِ عش ٍبيتُ شِعر ٍ في قصيدته القادمة
كلُّ نملةٍ يومٌ جديد في تقويم تواضعه
كلُّ عاقرٍ شجرةٌ أخرى في غابات عزلته
خطواته حنينٌ أخرسٌ في لغةِ الشوارع
وبيته عطشٌ على عتبات العلقمي
يدور على وحشتنا دورانَ ملعقة الشاي
ويقطع وجعَنا فيسقط كورقة خريف
ويطارد نوارسَ أحلامنا بأنهره المتعبة
اختصر سفينةَ أجوبته بغرق الأسئلة
والشيبَ بِبدلةِ عُرس
وصخبَ النقود بِتقاعد الأيدي
في كُلِّ حَيرةٍ له مِئذنةٌ جامحة
في كُلِّ صمتِ ورقةٍ له متنبي مسافر
في كُلِّ رصاصةٍ له فراشةٌ مؤجلة
ولكنه عند آخر كلِّ ليلةٍ
ينسكبُ كمِحبرةٍ على ثوبِ عاصفة
وهو يصرخ :
أعبروا ضيقَ الجندي قبلَ اتساع التاج