ما همَّني في مرأى الأعين ما يجولُ
ولا في القَفل الى ما الأمرُ يؤولُ
إنفرضَ نظامُ الأرض وخلقَ البنينَ
مَن إستفاقَ بالوعي أخذَهُ الذُهول
أهجرُ بالفكر في أرحاب الحوالكِ
تحت أجنحة الظُلمة أتفرسُ سؤول
ومـا لذّة النعيم إن كان الخوفُ
فيمـا أمضيتُ تعساً والأمرُ جَهول
ومـا قيمةُ الفرح بعد النحيب
الأسيادُ مِنَ الوهن تركعُ والفحول
لا تقيمُ على هذه الدنيـا الوزنَ
تنقرضُ فيها السباعُ وتُمحى الطلول
إن كان لهذه الأنواح صاحبٌ
ألا يرأفُ تستنجدُ رحمتَه الكهول
ناشدتُ سيِّد البحار والأنواء
الخيرُ من يديه يفيضُ ويغول
فلهذه الأمشاعُ من البدء إلـهٌ
والسكينةُ في الهواجع المَدلول
أنقذني يا ربَّ الأفلاك فقـد
يضيعُ بين الشكِ واليقينِ البتول