وحيث كان الظلام و الفراغ
وكان لايرى نفسه
يغرف من الطين الاحمر
يشكل من لاشيءعظاما
و يكسوها من عبث لحما
و ينسى أن يصنع راسا
ينهض متثاقلا
يعب من النشوة كأسا
يمشي ،يتوقف ،يمشي
يطمر رأسه كي لا تخدشه
غصون النور ثم يستقيم
نصف استقامة…
يخترق الثقوب في رأسه
فيرشح سائلا نتنا لا رائحة
لا يشتم فلا أنف في رأسه
و يدس يديه في التفاصيل
فيخرج قذارة تعجبه…
البحر يلفظه على الشاطئ
النوارس تنعق و البوم يغني :
أغنية على وقع الحدث
يجتث الصمت في رأسه
يسمع الصدى في كهوف
ذاكرة بلورية تتهشم
تضرب الشمس خيال رأسه
الشمس لولبية تبعث دوارا في قلبه
يشهق ثم يموت …
لا يصعد و لا يفنى ..
لا يبعث من جديد و ينشر
لا يحترق و من رماده
لاتنبعث عنقاء وردية. …
يحيا و يعشق ظلام القبر
يدس لا رأسه في قذر طينه
تضحك أنثى القرود و تحمله
لصغارها و تقول :الليلة حفلة تنكرية
البسوا هذه الرأس …
تصبح رؤوسا و القردة تضحك
و تضج المدينة بالأصوات الصامتة
و هو لا يرى ..لا يسمع …لا يتحرك
ويقول :هل أنا أنا ؟هل القرود أنا
حتى يأكل رأسه …فيعجبه
ثم يختلي بقردة
تعلمه الرقص و القفز على غصون
واهية ..
يصبح خليطا يتلوى من طين و أنين
ورأسه تصيح أن أخرجني من مزابل
التاريخ فقد ضجرت …من الحفر
وهو لا يسمع …لا رأس عنده
رأسه في إحدى جزر المالديف تستجم
…هاجرت ذات فرصة
هربت منه …..
أأنا أنا أم أنا هو ؟
قرد يقهقه أمام فيلم أمريكي
يشرب نبيذا في شطر رأس
و النصف الآخر …يرسل إلى
رأس القبيلة فيرقص معه
أو به حتى يثمل
و يسقط مغشيا عليه
والرأس تتلوى كحية رقطاء
تنهشه.