فكّر ودبّر. أحلام التجارة والأرباح عشعشت في دماغ بائع الجرائد عند تقاطع طريق رئيسيّة في العاصمة.
رسم خطّة مُحكمة مُتزامنة بأسبوع سابق على موعد استلام راتبه؛ استدان المبلغ المطلوب من زوجة جاره بضمان زوجته.
توجّه إلى الوكيل المعتمد لتوزيع جريدة (الدّومري) الأسبوعيّة السياسيّة السّاخرة، عقد اتّفاقًا مُسبقًا مع القُّرّاء المُتلهّفين للقراءة والاطّلاع على ما يجري في القطر، وبسعر مُضاعف.
المُعتمد أخذ عشر ليرات زيادة عن السّعر الحقيقيّ (للدّومري) مُقابل حجز مئة نسخة.
انتفخت جيبته بفارق السّعر، أحلامه بتوفير حاجات عائلته الأساسيّة تحكي:
– “التّجارة شطارة”.
***
شقشق الفجر ؛ نهض نشيطًا مُتوجّها إلى مكتب التوزيع، كان أوّل الواصلين، سرعان ما تتبدّد الشّكوك المُنسربة إلى نفسه، ينظر إلى ساعته، تراوده بقايا طمأنينة:
– “مازال هناك وقت لابتداء الدّوام”.
ساعة تأخّر. تلتها أخرى، في تمام العاشرة جاء الخبر غير المُتوقّع:
– “الدّومري مُحتجبةً إلى شعار آخر”.
ضجيج هامسٌ وسط دوّامة الهرج والمرج والتساؤلات:
– “صُودِر عدد الأسبوع والمقرّ والأموال، هناك تجاوزات غير مسموح بها أبدًا، وكُفّنت أقفالها بالشمع الأحمر”.
(بتوقيت بُصرى)