بين النحو والصوت مسافات طاغية ؛ يتفرد الصوت بالانشاد ؛ والتغلغل وجدا ؛في
وجدان السامع؛ ويجد حلاوته تنفلت به من عقال التعقيل إلى رحابة التطريب ؛
فيضطرب النحو على نحو غير مسبوق ؛ فالصوت منجز الفطرة فينا ؛ وهو مرآة
تكون أصفى من تلاوين الصقل في تراتيبات الانتحاء .
أجد في الصوت الفصاحة ؛والاستجابة على الدنو من الاستحالة ؛ ففيه يتيه الكلام
عن مرابعه ؛ ويتضاعف في مظانه دون أن يخسر جموح فرسان بلاغته . إذا كلما
تباهي النحو بالتقييد والقبض على التقعيد ؛جاء الصوت طاغيا ؛ وفاتكا بالتسييج ؛
وناهشا للضبط بالتأويل العريض .
كأن الصوت حداء الجسد ؛ ترتفع وتيرته وتنخفض بما يملكه الجسد من مكامن
الاشتهاء ؛وسطوة التغرير ؛ ففي الصوت ابتكارات تفوق التنجيم ؛ ومتاهات
لا تحاصر بلمس أو ترخيم . ففي الصوت أفق ينتعل السؤال تلو السؤال ؛
وهو يجيش للكلام الحروف والأسماء ؛ لكن النحو يتخلى سريعا عن ملاقاته
على أبواب الحيرة أو الاحتراب في نشوة الإنتماء .
الصوت قراءة في مفردات الحياة كما هي شجرة الكلام منفتحة على غصون غائرة
في نواة الفطرة . بالمعية والإفراد يرى الصوت كل الأشياء ؛ في حين يقصر النحو
عن الأداء لأن جسده ارتج في مدى إعصار التصويت .
الصوت لي ؛
والنحو اختيار من أبواب الحراسة .