في القصيدة ، يتكلّم الإنسان
لكنّ القصيدة تمنح صوتها لما لا ينطق
في هذا الإنسان.
…
القصيدة مثل مرآة مهشمة
تكشف معاني الكلمة المؤنسة
وليس الكلمة المنقذة…
…
في هذه الأرض المنذورة للخراب
نكتب القصائد
كأنّنا نقاوم الرياح و العطش،
كأنّنا نتحدّى نار الأسلحة
بوهجها القاتل
كما لو أنّنا لن يموت أبداً…
في هذه القصيدة ، لست أنا من يتحدّث إليك
في هذه القصيدة، ليس صوتي ما تسمع
ولكن ما يعبر من خلالي و يحفظني من الفناء:
الظلال اليائسة للجمال
هذا الأمل اللانهائي في قلوب النّاس
فبين أيدينا المرتجفة
مصباح هشّ
في قلب ظلام مفترس
بصيص أمل صغير
لعلّه الشّعر…
….
يوماً ما سنعلم
كم كانت هذه البهارات دون فائدة.
ففي خليط العلامات لم تأسر القصيدة
غير غموض المرئيّ…
……
ماذا ننتظر من الحياة القصيرة؟
ربّما أن نظلّ هنا
منغرسين في قلب العالم
ننصت إلى وشوشاته اللانهائيّة
أن نبحث عبر الكلمات
التي ستُكتَب على الشّواطئ العظمى
للصّمت
هذا المشهد الخفيّ
حيث تنغرس أحلامنا…
….