هو المعنى من علمني أن أكون ساميا / بقلم : إسماعيل هموني – المغرب

لا أطلبه لذات الطلب ؛ ولا أنتشله من فقري إليه ؛بل أقصدني ذاتا حتى أراه لي .

وحين يقوم مقام السؤال في حقيقتي ؛ فإني أشير إلى داخلي ليصنعه من باطن

العبارة ؛ولا أستجديه  خارج الإشارة.

المعنى يحيا في سيرورتي قائما في صوتي وصمتي ؛ملازما لذاتي لا يفارق مرادي

وقصدي . فإدراكي للمعني في الشيء يكون ذهني مكللا بحيازته قبل يدي.

لن انفصل عني ليضيع المعنى مني أو أراه قائما في غيري؛ فالاتصال في جوانية

الدال هو نفسه المعنى في باطني . أسوقني إلي دالا ودليلا ؛ وباعا من معنى

لن يستغني عني.

هو المعنى من علمني أن أكون ساميا ؛

وإن مسني التفاضل ؛مشيت إلى معناي أبنيه حيا واعيا بتراسل الألوان ؛ أراه

صلصالا يتعتق في شفوف الذوق ؛ وأتحسسه سماء زرقاء لها بصيرة ماء البحر؛

تتناسق ألوانه وأذواقه في تداوله بين أعشاب اللسان.

فاعتني بمعناي ولا التفت إلى غيري ؛ولا استنجد بعلاماته في طرق مختلفة ؛

فقد تعلمت من المعنى ألا أطلبه من غيري؛ وان أراه تحفة كبريائي ؛فالأغراض

عديدة ؛ والمعنى أثر فراشة في اهتزاز كيمياء الشعر. باطنه أوسع من ظاهره ؛

وظاهره أشف من لوازمه ؛ وإدراكه أوكد من حاله .

هو المعنى من علمني أن أكون ساميا ؛

حين يدق بابي معنى ينطق أنفاسي؛ أعرف تناسق عبارتي مع مقاصدي ؛ وأخلي له

فتحة الانسراب في كلامي ليكونني في جهري وسري . يلتزم برؤيتي ؛ ويتقصدني

في نحوي ؛ ولا ينثال خارج كفي. ههنا تكون العناية وافرة القصدية ؛ خفيفة كلثغة

طفل صغير يتراشق بألفاظ الراشدين.

ليس المعنى سوى تجل لي ؛ فعالي منجزه ؛ ومرادي مجال قوله ؛ يسيح على حد

إلتزامي ؛ ويستلزم إرادة فعلي . بي يكون كلامه يمشي بين الناس ؛ يحكم سطوته

على رقاب المفردات ؛فيكون قضاء حيث أقضي ؛ ورجاء حيث أرتجي أو إرجاء

حيث أرجيء ؛ وخروجا إلى نقضيه حيث خروجي ؛ وولوجا حقيقيا حيث ألج.

المعنى أعزل إن تجردت منه ؛ وأنا تاريخ لا ينعزل عن معناه .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!