ثرثرةُ مطرٍ في سماءِ الذاكرةِ
أقفلُ البابَ على وحدتي
أتأبَّطُ الصمتَ مع تنهيدةِ ليلٍ
وأسترقُ النظرَ إلى غرفتي
طاولةٌ تتكىءُ عليها زهرةُ الليلي
بكاملِ أناقتِها
ترتوي من نبضِ الماءِ
ترقصُ على خدِّها الأسيل وقطرةُ ندى
عطٌر سجينٌ في زجاجةٍ يلهثُ من الوحدةِ
شمعةٌ تبكي تُراقصُها شقاوةُ ريحٍ
جريدةٌ مطويةٌ مُطبقةٌ شفتاها
في عمقِها ضجيجٌ
هُناكَ
همساتُ مطرٍ تتسللُ من النافذةَ
تعزفُ أجملَ القصائدِ
تنزعُ منّي غُربتي
شدّتني إليها
سماءٌ في مُقلتيها دموعُ الناياتِ
رموشُها مُبللةٌ بكحلِ الليلِ
في ثغرِها قصيدةٌ وابتسامةٌ
سحابةٌ تهزُّ خصرَها
تَتقطرُ منها جدائلُ عطرٍ
وقمر أطفـأتهُ غيمةٌ مُشاغبةٌ
شجرةٌ مُبللةٌ برذاذٍ من القُبلِ
امتصتْ رحيقَ مُزنِها لهفةُ عاشقٍ
وأوراقٌ خريفيةٌ تسقطُ منها قبلةٌ
تُداعبُها شفاهُ الريحِ
ترسو فوقَ رأسي سحابةُ هدوءٍ
على متنِ التمنّي
تَحطُّ على قلبي فرحاً
أخضرَ الملامحِ
فيُزهرُ المطرُ في ذاكرتي
ياسميناً كَـ بياضِ القمرِ