خاطبت نبض قصيدتي بقصيدتي
وسألتها:
ما حالُها
ما بالُها
وعلام ترتبك الحروف
إذا تهادت
كالقطيع
إلى البديع
وكان فيه مآلها
ووقفت انتظر الجواب
فجائني صوت القوافي الصائحات
من الغياب
إن كنت تعلم ما الجواب
فما يفيد سؤالها.
أنا يا قصيدة قد أتيتكِ سيداً متكاملا
رتّلت فيك العمر ألحانا وأزجالا
بقافية
أقامت لي على الأطلال تمثالا
تهادى الحرف في واديك
حين شجوت
عذب الصوت
أغنيةً
أرنّمها
وأنشدها
وموالا
فغرّد في المدى شعري
وأزهر بالندى دهري
وفجّر طاقة الفصحى
بقافية تخط النصر والفتحا
عساني كلما غنيت فيك الشعر
يا عربية الألفاظ والألحاظ
يا لغة الزمان الحلو
من أحلامك البيضاء
أمحو المر والقبحا
عسى أمسي الذي ضجت به الدنيا
يفيق يرى قصيداتي
فتوجعَه
ويهجرَ نومَه…
يحتالُ
كي يختالَ
في عتم الدنا صبحا
ويكتبني شهيَ الحرف في لغتي
فلا أُمحى
ولا يبقى بذاكرتي من الأوجاع
لا ثلما ولا جرحا
بنصرٍ طلّ من نصري
أطل أنا على لغة
على أعتابها تتمايل الكلمات
كالملكات
كالأنثى المطلة من علٍ
كقصيدة أنا قلتها
لما تراءى لي غدي
وذكرت أيام الزمان الأول
(يا أيها الليل الطويل ألا انجلي)
متطيّبا بين الحروف
نهضت من بين القوافي
والخوابي
كالنبي.
أنا ما كتبت قصديتي لكنها
لما أتتني
حط في روحي السلام السرمدي
وطفقت أكتبني بقاموسي الندي
فعليك يا لغتي السلام
فقد تكامل بانتصارك مولدي.