عمان – آفاق حرة .
كتب محمد صوالحة
صدر حديثا الديوان الأول للفنان التشكيلي والشاعر السوري عماد المقداد وحمل عنوان ( نغيمات الرحيل ) ويقع الديوان في ١٥٠ صفحة .
جدير بالذكر أن قصائد الديوان جاءت منوعة بين قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية موزعة على بحور الشعر المختلفة .
يذكر ان ديوان نغيمات الرحيل جاء من
– تنسيق وإخراج : الروائي : محمد فتحي المقـداد
– المراجعة والتدقيق النهائي : الأستاذ : شادي عيسى
– تصميم الغلاف واللوحة : الفنان التشكيلي: عمـاد المقـداد
وكتب مقدمة الكتاب كل من الشاعر السوري عمر هشوم والأديبة فايزة رشدان .
ومما جاء في مقدمة الشاعر السوري عمر هشوم :
نغيمات الرحيل ..
كلمتان خفيفتان على الشفتين كبيرتان كبر قلوبنا التي تحمل بين ثناياها جبالاً من الألم ..
تحملنا على جناحيها المرسومين بريشة عماد لتبحر بنا في أعماق الأعماق في قصة تغريبة نعرف بدايتها ولكننا نجهل النهاية ..
ترى أي عبرات مزجت مع ألوان الطيف لتنتج لنا هذه اللوحة الشعرية بالأوزان والأحاسيس والأبعاد ؟
عزيزي عماد ..
أتساءل أي كلمات أنتقيها لأضعها في مقدمة ديوانك الأول وهل تركت لي من بستان اللغة والجمال ياصديقي ما أستعين به على قضاء حاجتي ؟؟
إن ديوانك هذا لايحتاح إلى مقدمات فهو بذاته مقدمة لكل قلب يحس ويشعر إذ يلامس شغاف القلوب قبل الألباب ..
لقد سحرتنا لوحاتك قبل قوافيك فكيف إذا نفثت الريشة بوحي القلم وخط القلم بوحي الريشة وامتزجت الألوان مع المداد ؟؟؟
كنت أرى فيك قبل عدة أعوام مشروع شاعر مبدع ولكنك أعطيتني فوق ماأتمنى وأطمح ..
كما كتبت الأديبة فايزة رشدان كلمة قالت فيها :
القلة من الشعراء قادرين على بثّ الروح في الشعر، وما النصوص هنا إلا نَفَسٌ ونبضٌ ووجعٌ وذاكرة من حزن ..وقصائد متوهجة بصراخٍ مبحوحٍ، يلملم آهاتِه المبعثرةَ في طريقِ اغترابِ الروحِ والقلب والوطن، ليسكبَ عذاباتِهِ، ويغتالَ الصَّمتَ ..
في نصوصٍ تهيمن عليها شعريَّةُ الواقعِ ومفارقاتُه، فتمنحُهَا قربًا وحميميّة.
في كل نصٍ له يُثبتُ أنّ للشعر أبوابًا أخرى، يدخل من خلالها الضُّوء ،
والأكثر قدرةً هو ذلك القابض على ومضةٍ منه كما فعل بكل حرفٍ يزخرفه شعرًا ويُشعرُهُ..بكثيرٍ من العمقِ والبساطةِ…..
بحروفٍ مزدهرةٍ ، تكتسي أغصانُها نضارةً وربيعَ مَعنى في حضرةِ أنامِل غرست بذورَ الجمالِ والإحساس بأرضٍ لاتبورُ …
المَشاهِدُ فيها تُربِكُ الروح..
عن وجع الوطنِ..الاغتراب..اللُّجوء..
عن الأحزانِ العاريةِ ..
عمَّن افترشوا الأرضَ .. والتحفوا السمَّاءَ ..
عن حيرةِ الاِنتِظارِ.. عن الحنين والياسمين
وشعورٍ كالرَّبيعِ .. سُقياهُ اخضِرار
كاللّهفَةِ الأولى .. والنّبَضاتِ البِكر ..
تَعتَرينا دون اختِيار …
وبالرَّغم من متاهَاتِ اللُّجوء، كَان الإبداعُ هنا وطَنًا يستحقُّ المكوث فيه .
ومما حمله ديوان نغيمات الرحيل بين دفتيه قصيدة حملت عنوان لوحتي قال فيها الفنان والشاعر
لَوحَتِي رَسَمْتُهَا فِي شُرفَةِ النَّهَار ..
بِفُرشَةٍ تَمَرَّغَت بِالغَار ..
تَعَطَّرَت بِالقَمحِ وَالحَنِين ..
واستَلهَمَت ألوانُهَا زَيتُونَةَ السِّنِين ..
تَوَضَّأَت بِلُقحَةِ الأَزهَار ..
تَنَهَّدَت بِزَخَّةِ الأَمطَار ..
وَدَاعَبَت فِي صَمتِهَا الأَسحَار ..
مَسكُونَةً بِاليَاسَمَين ..
*
لَوحَتِي رَسمْتُهَا فِي صَفوَةِ النَّهَار ..
بَينَ الضَّجِيجِ .. وَبَينَ تَلَاطُمِ الأَخبَار ..
تَجَوَّلْتُ فِي خَاطِرِ الأيَّام .. تُعَانِقُ السَّلَام ..
تُرَاقِبُ المَسَار ..
تُكَاشِفُ الغُمُوضَ وَالأَسرَار ..
فَي الصُّبحِ وَالأَسحَار ..
تَارَةً تُعَانِقُ الجَمَال .. وَتَرسُمُ الآمَال ..
وَتَارَةً تُرَاقِبُ الحُرُوب ..
فِي عَاصِفِ الدُّرُوب ..
وَتَصطَلِي بِالنَّار .
كما تغني الفان والشاعر عماد المقداد بعمان ولم ينسها بقصيدة حملت عنوان عمان قال فيها :
وفي أطلالِكِ السمراءَ يا أردنُّ تحنو ربوةٌ زادت خمائلُهَا رياحِينا ..
وفي فُنجانِ قهوتِنا ترانيمٌ تراقِصُنا على أنغامِ حطِّينا
فيا عذبَ الأماسِي كم .. مجالسَ شدْوِنَا ازدَانَت ..
بأنغامِ المحبِّينا ..
هنا صرحٌ يُغنِّينا .. هنا نغمٌ ليُشجِينا..
هنا فنٌّ ..هنا شعرٌ ..
هنا عمَّان تَكفِينَا ..
من مواليد دمشق / حي باب سريجة 1970م