سواد بهي
الشاعر جمال سعدالدين
سُـودُ العيُــونِ وماؤها المُتـرقـرقُ
والشمسُ تسكنُ في الخدودِ وتُشرقُ
والبدْرُ يـرتـادُ الـجبـيــنَ بــنـُورهِ
فـيَغَـارُ مـنْ نُـورِ الـجبينِ ويَـسْــرِقُ
والثغْـــرُ نرْجسَــةٌ هممْتُ بلثمّهـا
وخـشـيْتُ أسـكَــرُ فـالـنـبـيـذُ مُـعتّـقُ
والشَّعْـرُ منْ فَـرْطِ السـوادِ ونثرهِ
شَــلّالُ عـتـْـمٍ في الدّجَـــى يتــدفّــقُ
والنّحــــْرُ لا عِـقْـدٌ يليقُ بحـُسـْنهِ
هـو مَـنْ يخـلّي العِـقـدَ فـيـهِ تـــألّـــقُ
أمَّـلْـتُ نفْـسـي ضَـمّـهُ وعـنـاقَــهُ
وأهِـمُّ فــي عِـــزّ الـمـنـــامِ وأُُخـفِق
يا حُلْوتي ما كُـنْتُ أحْسـبُ أنَّني
فـي لحظةٍ ســأَهـيْـمُ فـيـكِ وأعـشقُ
تيَّمْتِ قلبـي واسـتبحْتِ حَصَانتي
والعُـمْـرُ يَــعْـدو والــفُــؤادُ مُــمَـزّقُ
وأنا الحليمُ فكيف في عَصْفِ الهوى
يَنْهَـارُ بيْ بَـحْـرُ الـغــرَامِ فـأَغْـرَقُ
فإذا اعترفْتُ فلا جُنَاحُ على الذي
أضْـناهُ صَــــدٌّ وابــتــلاهُ تَــعَــلُّـــقُ
فالحِلْمُ في عُـرْفِ الهـوى أكْـذُوْبةٌ
والــكِــبْــريـاءُ خُــرافــةٌ وتـشـــدُّقُ
فإذا دَعــوْتــكِ ضـارعاً متوسـلّاً
والقَـلْبُ فــي نار الـهـوى يـتـحـرَّقُ
فتـرفَّـقـي بي إن مـررْتِ، بنظرةٍ
فـلعَـلَّ تـجْـمـيْلَ الـصُــدودِ تــرفُّـقُ
ولعل مـن تدمي القلوب بهجـرها
تأسـو على نزف القلـوب وتُشـفقُ
لـو يملكُ العشـّاق أمــرَ قـلوبهـم
قطعـوا حـبال الوصـلِ ثمّ تفـرّقـوا
درعا
٢٠٢٠/٤/٣٠