كريم عبد الله (مذكرات مخرج في مستشفى الرشاد )
بقلم د. خلود جبار الشطري – مديرة معهد الفنون الجميلة – البصرة .
السيكودراما …
يعد ليڤي مورينو أول من أسس جمعية للعلاج بالسايكودراما وهي إحدى طرق العلاج النفسي بدون أدوية . تستخدم طرقا تعتمد علي ” الطاقة الإبداعية” للممثل داخل مجموعة لتحقيق عملية (التشافي) و (التغيير).
وعلى ضفاف السايكودراما إشتغل كريم عبد الله الإنسان والفنان المحب للمسرح تجاربه المسرحية التي تعد من التجارب المهمة والأولى
اذ يقول : أنا وبكل فخر أول من استخدم العلاج بالسايكودراما في مجال الطب النفسي في العراق في نهاية التسعينات .
إن القتل وتشويه الهوية الوطنية للمواطن العراقي جعلتني أكتب عن أحلامي المؤجلة التي ترافقني في كل مكان فكتبت مجموعة نصوص مسرحية في المشفى الخاص بالأمراض النفسية .
وهي :
مسرحية هذاءات من داخل مستشفى المجانين
مسرحية الغريب
مسرحية الشيزوفرينيا
مسرحية بين الجهل والحرمان
مسرحية ..حكاية إنسانة خلف جدران عالية
مسرحية ولكن
مسرحية في المستنقع تنبت الزهور فرفقاً بها …الخ
مثلت مسرحية الغريب الإنسان العراقي المحطم والغريب في بلاده والذي رفض كل شيء وهرب من واقعه المتأزم الى عالم الكحول والتسكع على الأرصفة كما في دور الأب .
في مسرحية الغريب
تناول الكاتب الحوار الشعبي او المفردة الشعبية الوسيطة وترك فسحه للتدخل في النص من حيث الحوار ومعالجة المشكلة للمرضى الممثلين كان ذلك قصدياً الهدف منه السخرية من تهريء وتفكك النسيج الإجتماعي بسبب مايحدث في الواقع من إهمال يقع على عاتق الجهات المسؤولة التي تحكم العراق .
وفي معالجة نفسيه
لمسرحية ليلة هيثم الأخيرة استوقفتني هذه الشخصية فعلاً واحسست بالإنجذاليها كونها ضحية مجتمع .
شخصية هيثم الشاب المنبوذ من قبل الأب وزوجة الأب وأولاده
هيثم الشاب الذي نعته الجميع بهيثم جنيه حتى المقربون والباعة والجيران
وزوجة الأب وأولاده اذ
تم تسقيطه اجتماعياً ماجعل الناس تنفر من تصرفاته البريئة او حتى كرد فعل دفاعي عن حقه المسلوب ماجعله يعاني من الإضطراب وعدم الإستقرار النفسي فأخذوا يقيدوه بالسناسل على الرغم من ذكائه المتقد فأنه يشعر بسعادة غامرة في المدرسة والمشفى .
فالأخير نقذه من التسقيط
وتشكيل علاقات جديدة مع أصدقاء جدد ومن الناحية الشرعية وماتعرضت له هذه الشخصية من ضغوطات لها تفسير ديني اذ ان اي مكون ديني او اجتماعي او قومي او ثقافي او ثقافي اذا تم تسقيطه إجتماعياً ينعكس ذلك بعلاقته مع المكونات الأخرى .
هيثم : وين راحو …؟؟! كلشي مابقى عندي … ماكو شي يخليني أعيش على موده
صوت الأم : (بحنان وطويلة ) هيييييثم ….هيثم يمه ليش تبچي …؟!
هيثم : يمه ! وبنچ …؟؟….ليش عفتيني وحدي ….؟؟؟
ليش حزين هيثم ؟ …ليش دايماً تبچي ؟
هيثم : يمه حياتي صارت جحيم …بعد ماأريد أعيش …
شبح الأم : زين …. تعال وياي ….گوم آخذك وياي …
هيثم : وين ….؟ ( مستفهماً ومستغرباً ) …وين وياچ …!!!
شبح الأم : هناك نروح …. حتى نرتاح من هاي الدنيا ومن عذابها ….
هيثم : هَم ْ اكو مكان ثاني نگدر نرتاح بيه ….؟!
وفي مسرحية الشيزوفرينا بعد احداث 2003
كان العراق على حافه الإنهيار ويحتاج الى قشه تقسم ظهر البعير كما يقول الكاتب وذلك نتيجة تأزم
الشارع والتذمر والرفض الذي بات يلوح في الأفق ورفض المجتمع لمعارك مكررة وخاسرة اثقلت كاهل الشعب وأتلفت النسبج الإجتماعي من الفقر والعوز
والتشرد
والتي عاش احداثها الكاتب وسط ركام قوات التحالف ومابين هروب المرضى من المشفى وإثناء عملية الفوضى في بداية سقوط بغداد وعملية السلب كان الكاتب يعيش احداث شيزوفرينا فُصام الواقع المربك وأضطراب سلوك مجتمعي منهار تماما ً
مابالك اذا ماكانت الشخصية من المرضى المتدربين فكان مقتل مريضة في المشفى هو محور المسرحية
في حكاية إنسانة خلف جدران عالية تموت الأحلام
وفيلم حكاية إنسانة
تصاب بالمرض النفسي والعقلي لكنها من الداخل إنسانة تشعر وتتفاعل وتتألم وتحلم فبأس النعوتات الإجتماعية التي تجعل منها إنسانة محطمة من الداخل .
إن مذكرات علاج المرضى النفسيين من خلال الفعاليات الدرامية وّلدت طاقة ايجابية رغم ماتعرض له الكاتب من معوقات اثناء عمله التجريبي في إعادة المريض الى مجتمعه صحيح الجسم وقوي البنية بعلاج يطور قابلية ومهارات المرضى وكذلك يساهم برنامجه السايكودرامي في تطوير
زيادة الإدراك للمرضى نموهم العاطفي والإيجابي وتوفير فرصة للإنخراط مرة أخرى في صفوف المجتمع
من خلال عرض ماضي الشخيصية المصابه وحاضره ومستقبله وطرق العلاج .
شكراً للمخرج والمعالج النفسي كريم عبد الله
فيما قدمه بكتابه
كريم عبد والسايكدراما مذكرات مخرج في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية
مذكرات جميلة
شكرا لك