يوما ما قرأت حوارا لصحفي مع الاديب والكاتب برادبيري وهو أحد اشهر الرواة في القرن العشرين وله العديد من من الأعمال الشيقة والمهمة كان من أهمها
رواية فهرنهايت 452
سأله الصحفي ( في كثير من رواياتك وقصصك الملاحظ انك تكتب عن زمن آخر انها واحدة من التميمات المهيمنة على أعمالك لماذا تعود لطفولتك في كتاباتك)
رد برادبيري( الأمر يعود إلى أبعد من ذكريات الطفوله الأمر يعود إلى ماقبل ذالك الئ جذوري الأولى ولكل الأشياء الهامة التي حدثت في الماضي لم افقد ذاكرتي وجذوري ابدا ولم أكن لأكتب كل هذه الكتب لولا هذه الذاكرة)
ولا شك ان أجمل الأشياء التي حفظها لنا التراث وحفظها لنا المدونون والكتااب هي الحوارات وخاصة الحوارات القصيرة التي تدار بين شخصين فهي تحمل كما كبيرا من المتعه والمعلومات أيضاً وتراثنا العربي حافل بالعديد من الحكايات التاريخية الحوارية الممتعة للكثير من الشخصيات ويعتبر ذالك من أفضل القوالب التي حفظت لنا الكثير من الأحداث وكان تسجيلها ضروريا للغاية ومن هذا السياق قمت بتجميع وكتابة حواري مع الشاعر الخال أحمد غازي وانا اسخ السمع ولا أكتفي لهذا الحوار الماتع حيث كانت كل كلمه تلامس شغفي للكتابة وابتهجت بفرح كما تفرح شجرة اللوز باستقبال الربيع لفيض من وحي الذاكرة وكما هو نهج كل أديب وشاعر أن يكون الهام لكل كاتب فالعقل ينتج الفكرة والمحاور الآخر الملهم يختم عليها هذا تماما مافعله ابا سند عبر بريد المودة فوصلت ذكرياته إلى قلبي وحركت في داخلي الرغبة للكتابة عن سيرة وجوار والده يوسف محه والجد علي حمود غازي رحمهم الله من أجل أن لا نترك سيرتهم تمضي وتندثر يقراءها الأبناء والأجيال ويبقون أيقونة جميلة يحفظها التاريخ
حديثنا اليوم عن قصة كفالة الجد علي حمود للأيتام و تعتبر كفالة اليتيم عملاً من أعمال البر الإسلاميّة الحسنة والرفيعة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، حيث يُقصد بها ضم اليتيم والإنفاق عليه والقيام بمصالحه وشؤونه
قال الله عز وجل: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (النساء: من الآية36).
ومن ما ورد في الأحاديث عن اليتبم
قال سهل بن سعد رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري
ومن ما جاء في الأثر عن اليتيم
خير بيت فيه يتيم يحسن إليه .وفي نور هذه المعاني الحسانِ
روئ لي ابا سند موقفا إنسانيا نبيلا
للجد علي حمود غازي
تتمثل صور كفالة اليتيم عندما افتقدها محمد صالح طنيم وأخيه سالم واختهم
وحينما تزوج الجد علي حمود رحمه الله والدتهم اخدهم إلى بيته ورباهم تحت سقفه واعتنئ بهم
ومن المواقف التي تذكر للجد علي في كفالته للأيتام بعد أن كبروا سعى جاهدا لاستخراج حفيظة نفوس لكل منهم
ويذكر أنه كان لديهم موعدا في دائرة الأحوال المدنية وكانوا يبحثون عن شاهد آخر من أجل أن يشهد للأيتام بخصوص ذالك
فبحث الجد علي حمود طويلا حتى وجد أحد الرعاة يرعى غنمه واسمه مصوت معشي في يوم شديد الحرارة وعندما طلب الجد علي حمود أن يشهد معهم فقال له الراعي وكيف اترك غنمي وحلالي فقال له انا ارعئ واحفظ غنمك حتى تعود ويذكر أنه في ذالك الوقت أن الجد علي حمود كان كبيرا جدا وطاعن في السن
وكان عمره يتخطى الثمانيين وبقي الجد علي حمود يرعى الغنم حتى عاد محمد صالح ومصوت معشي من الاحوال
كانت كفالته للأيتام والاهتمام والعناية التي أولاها لهم شي عظيم في حياته ويذكر كذالك انه كان والدا لجميع أهل القرية وتظهر مواقفه في وقت شدتهم وحاجتهم
وكان يقوم برعايتهم واطعام مواشيهم والإحسان اليهم فكانوا عندما يقصدونه لا يكادوا يصلوا إلى أراضيه ومزارعه في الروان الا وقد أصابهم من التعب والجوع مااصابهم ولا ينامون الا بعد ان اشبعهم واشبع بطون مواشيهم ودوابهم وكانوا يشتغلون في أرضه هناك ويرعون في مراعيه كما سبق أن ذكرت في الحلقة الثانية انه كان في شبابه أغنى ابناء الغزوة لكثرة أراضيه في الجبال بقرية روان العبيد وفي وادي الخمس وأيضا يملك عددا كبيرا من المواشي بين جمال وأبقار وأغنام وكان جميع رجال قبيلة الغزوة من أهل رعشه والساحل كانوا يقصدون بيته في الروان فعندما كانت تجذب الأرض وتقل الأمطار في وادي خلب ووادي الخمس أو وادي جازان وخاصة ايام الصيف والغبار كانوا يلوذون به بعد الله فاارضه في الجبال أرض خصبة كان كريماً لايرد صاحب حاجة اوطالب معيشه امتدت اياديه البيضاء للقريب والبعيد
رحم الله الجد علي حمود غازي
فالرحمة كما هي من أعظم صفات الباري تبارك وتعالى فإنها أيضًا من أعظم صفات المؤمن، فينبغي للمؤمن أن يكون رحيمًا بعباد الله، شفوقًا عليهم، محبًّا لهم، يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فالله عز وجل لا يحب الجبارين ولا المتكبرين، ولا الذين يحملون قلوبًا قاسية، لا تشفق ولا ترحم ولا تلين فالراحمون يرحمهم الله وجزاه الله خير الجزاء حقيقة من أعظم وانبل الناس وأكثرهم عطفا تجسدت فيه كل آيات النبل والخلق الرفيع، فكان حقا علينا أن نحفظ بمداد من ذهب شي من سيرته وحياته وجواره للجد يوسف محه رحمهم الله ويبقون صورة حسنة لنا ولمن سيأتي بعدنا بإحسان إلى يوم الدين. والئ أن يرث الله الأرض ومن عليها…
تمت بحمد الله ……………….
عيسى يوسف أحمديني
الرياض 22/رمضان 1441