ماذا حين يدخل الأكسجين ملكَ الجن وقناةَ السي إن وإذاعةَ صوتِ العرب
وماذا حين دخل بوذا وحين دخل رجلا بلا أصابع وامرأة بعشرين فخذاً
وماذا حين يدخل الكنيسة دون أن يدق الأجراس ، والغابة مستبدلاً إياها بالرسوم المتحركة وشارع النبي دانيال والبحر ويصعد مآذن الجوامع ليُغنِّي
وماذا حين يحمل الأكسجين الفحم ويدخل بالونهً ، وماذا حين تنفلت من يدِ طفلٍ يمسكها بخيطٍ ، وماذا حين تنفجر
وماذا حين يدخل الأكسجين صندوق مجوهرات على ظهر سفينة فيثقبها سارقاً إياه باحثا عن امرأةٍ في بطن حوت
وماذا حين لم يستطع الأكسجينُ الدخول إلى ملكِ الموت ولم يستطع أن يجبر الشمس أن تعيد الأسنان مرتين لأصحابها
وماذا حين لم يستطع أن يدخلَ الحروبَ والقبورَ ، وماذا حين يرفض أن يؤكد المعنى ، ولماذا لم يقل عن امرأةٍ أبداً سوى أنها شاسعة وأكثر اتساعاً من الحربِ الذرية ..
الأكسجين حين دخل اينشتين صنع قنبلة ذرية على هيئةِ امرأة وجعل الجُرجاني يعرفُ أن السر في المعنى حين ينفجر ويسحق المدنَ التي تؤمن به حد الرتابة ، وحين دخل بيكاسو صنع لوحة الثور ليس منحنياً من أجل السجود والإستسلام لعمى ألوانِه وإنما من أجل الهجوم والمُراوغة وغزو النساء وفتح الأندلس ، وحين دخل اليسوع ارتفع به الى السماء لمَّا ارتدى صورةَ الله بمقياس رسمٍ بيانيٍ رومانتيكي خطأ ، ولما لم يستطع دخول مارلين مونرو قتلها وقتل الأفخاذَ التي تنفتح دون أن ينفتحَ القلب ، وانسحب من عشرين كوكباً فاضطر المقيمون هنالك إلى تغطية أزبارهم وأكساسهن والسير معه إلى الأرض …….
الأكسجين يؤكسد من يتعرى تاركاً نفسه للريح والعيون التي لا ترى في العري سوى بهللة النيك وتأكيد المعاني ، فيصدأ
حين دخلني الاكسجين صار مختلفا والكتروناته انتقلت ومداراته ضاقت واتسعت وتفاعل مع الفحم الذي بداخلي فاحترق ثم هرب خارجاً منِّي لينفخَ في العالم فتنمو الأشجارُ وتورقُ أفخاذُ النساءِ حتى يسقطُ منها الثمرُ حارقاُ كتبَ الفلسفة الخاصة بصناعةِ الأطفال والأديان وكتبَ الكيمياء البلهاء التي تقول إن أي ذرة كلور تتفاعل مع اي ذرة صوديوم
الاكسجين حينما لم يستطع الدخول إلىْ كسر جناجيْ لأسير على الأرض فحفرتها حد النفاذ وألقيت بنفسي في العالم دون مظلة ، وحين رأني هيدروجينكِ تميز واختلف وانقسم وحمل كل انشطاري وتحول إلى امرأة تعرفُ أنني أحب لباسَها الأسود الضيق ، وتعرف أنني أريد أن أكتب على فخذيها تاريخ الحانات والحضارات ولماذا تاه موسى ..
يقول الأكسجين لا أحد يعرفني ولم يتنفسني اثنان وكنت في ابليس غير ما كنت في هتلر وكنت في جبريل غير ما كنت في اختاتون وكنت في الكاميرا غير ما كنت في الميكروفون وكنت في امرأةٍ عاهرة غير ما كنت في فصوص البرتقال ، وكنتُ في التفسير المادي الأحمق للتاريخ غير ما كنتُ في لوحة العميان لبروجل ، وكنتُ في عجوز همنجواي غير ما كنت في كارامازوف ديستيوفيسكي ، وكنتُ في باريس أجمع الكانزات الفارغة واللوحات التشكيلية غير المكتملة وفي مصر أبيع البطاطا للمراهقين وأصنعُ الفوانيس التي ترى الأطفال ، كنت أتعدد وأدخل الشئ على صورتِه ، ولم أدخل أبدا في جهازه الهضمي ومن ثم لم أخرج في بوله ـ بل كنت أدخل إلى فراغِه كي يحيا وأخرج حاملاً فحمَهُ أُلقي به في العالم ثم أعود إلى الشئ وقد عرفني أكثر .. فيدركُ أنني لم أصنع الحروب ولا الحب ولا الجنس ولا الموت ، فقط أساعد على الإشتعال والكفرِ ..